عادة وكما جرت العادة والاخلاق يقابل الموريتانيون ضيوفهم بالفرح والسرور.. وقد شعرت بارتياح كبير وانا ارى الحضور النوعي والاستعداد التام لاطر ووجهاء وفعاليات ولاية الحوض الشرقي مساء اليوم بدار الشباب القديمة للاحتفاء بزيارة السيد الرئيس لولايتهم يوم ال 3 من شهر مايو القادم
وهي التظاهرة التي نجح حزب الاتحاد من اجل الجمهورية في تنظيمها بكل جدارة.. وقد لاحظت غياب معالي الوزير الاول السيد يحي ولد حدمين وقد التمس للمهندس عذرا بسبب انشغاله في التحضير للقمة العربية وإشرافه على لجان حكومية تتابع التحضير لهذه القمة.. غير اني وانا أتجول في أروقة القاعة الفسيحة كان آخرون يسجلون غياب وزير آخر له وزنه السياسي الهام وكان هذا الغياب يحمل لديهم أوجها متعددة.. لقد كان حضور شخص بحجم هذا الوزير لتظاهرة تخص محيطه الجهوي وللترحيب بشخص بحجم السيد الرئيس فرصة لتكذيب الإشاعات التي تطلقها المعارضة منذ بعض الوقت حول وجود تنازع على رئاسة الحكومة كما كانت أيضا مناسبة لإظهار مدى التزام الوزير بالسلم الإداري والانضباط داخل الفريق الحكومي الواحد المنسجم والمتعالي على الخلافات الشكلية ضمانا لتنفيذ برنامج السيد الرئيس والذي تسهر حكومة معالي المهندس يحي ولد حدمين على تحقيقه على ارض الواقع.. لقد كان الحضور المتوقع للوزير المذكور خطوة في الاتجاه الصحيح لتفنيد الاشاعات التي تتحدث عن منافسته لمعالي الوزير الاول الحالي المهندس يحي ولد حدمين وتدخله المستمر في مجالات تخصصه.. وان كنت على يقين بان رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز يملك زمام المبادرة وهو لن يرضى لحكومته هذه الفوضوية في العمل الاداري في جميع الظروف احرى في هذه الظرفية الراهنة التي تستعد فيها البلاد لتنظيم حدث تاريخي كبير بحجم القمة العربية واستضافة ضيوف موريتانيا الكبار ..
لقد كنت اربأ بالوزير المذكور من ان يعمل في حكومة سميت بحكومة شخص لا ينسجم معه نال ثقة الرئيس واوكل اليه مهمة تنسيق عملها…
لقد كان اجدر به الانسحاب او الاستقالة حتى لا يكون عنصر تشويش واربا كاو سببا في تعطيل البرنامج الحكومي للسيد الرئيس والذي تعمل و تسهر الحكومة الوحيدة للبلد حكومة معالي الوزير الأول يحي ولد حدمين على تنفيذه.
لقد ابدى السيد الرئيس قبل يوم استعداده في لقاء مع كتلة سياسية معارضة تكذيب اشاعات تعديل الدستور والترشح لمامورية اخرى في اول خرجة اعلامية الشيء الذي كان يحتم على الوزير الحذو حذو فخامة الرئيس بخطوات عملية تعطي الانطباع بتكذيب تلك الاشاعات والتزامه بروح الفريق الواحد وبالتالي يقطع الطريق في وجه اصحاب النفوس المريضة ممن يصطادون في المياه الآسنة تشويها وتشهيرا بالدولة والرئيس وحكومته بل وتسيء اليه هو نفسه.. لاسيما وان الولاية معروفة بالوضوح وبالابتعاد عن هذا الغموض والازدواجية غير المسؤولة.. لقد كان عليه ان يظهر الانسجام التام مع جهود الحكومة وان لا يعطل عملها يحجة انها لا تروق له .. ان التماهي مع هذه الاساليب قد تعطي صاحبها قيمة كاذبة وصورة وهمية في الشارع لكنه بالمقابل يكون قد عمل من حيث يدري او لايدري على الاضرار بالعمل الحكومي وعرقلة تطبيق برنامج السيد الرئيس..
الامور هنا واضحة هناك برنامج للرئيس وهو من يعين الحكومة واذا اقتضى الامر تعديلها او حلها..لكن الواقع يقول ان في البلد حكومة واحدة هي حكومة معالي الوزير الاول يحي ولد حدمين وهو المشرف على تنسيق عمل الوزراء والمتابع لانشطتهم ولهذا السبب تمت تسمية الوزير الاول بالوزير الاول وله الكلمة الاولى والاخيرة في العمل الحكومي بدون استثناء فهم يأتمرون باوامره وبنجاحه تنجح حكومة الوزير الأول ويُنسب ذلك النجاح للسيد الرئيس وبفشلها يتحمل لوحده كامل المسؤولية..
لقد اكتسب المهندس يحي ولد حدمين ثقة الرئيس بعمله المتميز في الحكومة السابقة حيث بدأ عمله كمدير لاحدى المؤسسات ثم ارتقى في العمل كوزير ومن ثمن وزيرا اولا وهو ما يعتبر اكبر تشريف للولاية التي طالما تعرضت لتشويه ظالم بغياب الاطر ..