مقابلة حصرية للمرابع ميديا: كشف المرشح الرئاسي بيرام ولد الداه ولد أعبيدي معلومات خطيرة عن سعي النظام والمعارضة قبل أيام إلى التعاطي مع ترشحه كخطر داهم على مستقبل الحياة السياسية في البلاد.
وقال على هامش مقابلة أجرتها معه وكالتنا “المرابع ميديا” إنه بلغهم في مبادرة “إيرا” غير المرخصة،
“أن قطبي النظام الظالم الإستبعادي والعنصري، رأسي الأفعى الموالاة ممثلة للنظام و المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة ممثلة للمعارضة اجتمعا بمبادرة من بعض الزعامات التقليدية (القبلية والدينية والسياسية) للتحذير من مغبة التساهل مع ترشح بيرام.”
وأشار ولد اعبيدي إلى أن تلك الأطراف اتفقت على أن المنافسة كانت ستكون مقبولة وطنيا بين مترشحين يؤمنون بفقه خليل والدسوقي وابن عاشر، وأن قرار المجلس الدستوري باعتماد مرشح يرفض هذه المدونات الفقهية يستوجب تعطيل الإنتخابات أو تحجيم بيرام وعزله وتحذير ورجال الأعمال من دعمه وكذلك الإعلام وأنه ربما يلقى هذا التحرك آذانا صاغية.
وأضاف بيرام ولد اعبيدي أنه لهذه الأسباب ولخشيتنا من أن تكون المؤامرة مبيتة ضدنا لوأد مشروعنا التحرري، فقد قررنا تشكيل لجنة أزمة تضم آمادو تجان جوب ابراهيم ولد بلال والسعد ولد لوليد وأبلغنا شركاءنا (السفارات) بالموضوع، وبدأنا في الإتصال بالأطراف كافة “الحكومة والمعارضة” للتحقق من المسألة.. وإذا ما تأكد لنا صحة تلك الأنباء خلال أسبوع وهي الفترة التي أمهلنا فيها اللجنة إتمام عملها فيه، فإننا سنعلن انسحابنا من السباق الرئاسي، أما إذا تأكد العكس ورأينا أن تعاطي تلك الجهات معنا شفاف ونزيه، فإننا سنخوض الإنتخابات دون تردد.
في هذه المقابلة الخاصة يكشف بيرام ولد اعبيدي لـ “المرابع ميديا” المزيد من الخفايا ووجهات نظره حول الأوضاع السياسية في البلد وتصوره لمستقبل موريتانيا الجديدة.
المرابع ميديا: لماذا قررت الترشح لرئاسيات 2014 ؟
بيرام ولد الداه ولد أعبيدي: ترشحي لرئاسيات 2014 جاء ليعبر عن مرحلة نضالية في حياة مبادرة “إيرا” الإنعتاقية.. التي ساهمت منذ ظهورها قبل خمس سنوات في تحقيق مكاسب هامة في إطار التغيير الشامل للمنظومة العقدية والفكرية والسياسية السائدة في البلد وخاصة بعد العمل الجبار الذي قامت به “إيرا” والمتعلق بحرق “كتب النخاسة”.
و هذا الخيار الذي تبنته المبادرة وتعزز بنضالاتها الحقوقية ، وما تمخض عنه من نتائج ملموسة في القوانين والتشريعات والمؤازرة المتنامية لها ضد الإختلالات القائمة في السلطة و في أداء المتنفذين، يتجدد اليوم في شكل قطب سياسي يعتمد طرحا مختلفا عن أطروحات قطبي النظام والمعارضة.
المرابع ميديا: من المعروف أن وزارة الداخلية قد رفضت الإعتراف بحزبكم قيد التأسيس.. كيف واجهتم حينها هذا القرار؟ وهل مازال لديكم أمل في الترخيص كحزب سياسي؟
بيرام ولد الداه ولد أعبيدي: قرار عدم الترخيص لحزبنا ” الرك” من طرف وزارة الداخلية نعتبره قرارا ظالما ومتعسفا وتمييزيا وعنصريا من سلطة مالكة تكن العداء الدفين لحركة “إيرا” وهذا القرار هو حلقة تأتي في سياق الأوضاع التي نعتبر أنفسنا رأس الحربة والطليعة للنضال ضدها.
وقد واجهنا هذا القرار بصبر بالرغم من أن حزبنا “الرك” تأسس في ضوء القانون الموريتاني و استوفى جميع الشروط القانونية كأي حزب آخر، ورغم ذلك تم رفض الترخيص له .. لكننا نؤكد هنا أننا لن نحلّه ومصرين على مواصلة النضال لاعتقادنا أن حزب “الرك” سيحكم موريتانيا.. وأنتم تعرفون أن حزب المؤتمر الإفريقي في جنوب إفريقيا وحزب الرئيس واترا في كوت ديفوار أمضيا زمنا طويلا – 20 سنة – قبل الوصول إلى دفة الحكم.
المرابع ميديا: كيف توائم بين نضالك كناشط حقوقي وخطابك الإنفعالي أحيانا تجاه قضية الحرية؟ بمعنى آخر هناك من يتهمك بأنك ترتكب نفس الأخطاء التي ارتكبها بعض الأسلاف ضد مجتمع البيظان مما ولَّد استياء داخل المجتمع بشكل عام.. بماذا ترد؟
بيرام ولد الداه ولد أعبيدي: موقفي الحقوقي هو موقف راسخ يتجلى في إيماني بالمساواة بين البشر، وبضرورة الدفاع عن المظلومين والمستضعفين مهما كانت ألوانهم أوأديانهم أوأعراقهم، الدفاع عن هذه الحقوق بالطرق السلمية، وأنا أرفض أي أسلوب غير سلمي
و إيماني راسخ في أن الشرائع السماوية ( الأديان السماوية) جاءت لتحرير البشر والتخفيف عنهم وصيانة كرامة الإنسان كإنسان، ولم تأت مهما تأول البعض لحاجة في نفس يعقوب كأداة أو وسيلة لاستغلال بعض البشر لبعضهم.
كما أعتقد أن المنظومة الدولية لحقوق الإنسان المعتمدة لدى الأمم المتحدة وموريتانيا من بين الدول الموقعة عليها والمنضوية تحت مظلة الأمم المتحدة، منظومة بشرية منصفة يجب تطبقها بحذافرها. وأنا كحقوقي أناضل – وهذا تعهد يمليه علي ضميري – من أجل دفع السلطات الموريتانية لتطبيق جميع القوانين المتعلقة بالحقوق التي أصدرتها حتى الآن.
أما المواقف المنفعلة التي تصدر عن بيرام أحيانا، فهذا يعبر عن مزاج بيرام الشخصي وليس له علاقة إطلاقا بنضالي الحقوقي، لكنني ألتمس و أرجو من الجميع العفو والصفح إذا ما شكلت تلك الإنفعالات سوء فهم لدى البعض.
المرابع ميديا: دعنا نناقش بشكل صريح رؤيتك للحرية وحقوق الإنسان.. هل البيظان كمكوِّن من هذا المجتمع مسؤولون عن أخطاء تاريخية وقعت دون إرادتهم؟ ما هي علاقتي أنا شخصيا – وبالمناسبة أنا من مواليد “المجرية” التي كانت تقودها في مرحلة تاريخية سابقة سيدة من “البيظان السمر” والآن عمدتها “عربَ بنت يوسف …الخ.. ما هي علاقتي مثلا بتلك الأخطاء؟ و ما هو تصورك لموريتانيا الجديدة؟
بيرام ولد الداه ولد أعبيدي: لا ما وقع في الماضي ليس أخطاء بل هي جرائم ، جرائم العبودية ضد لحراطين والجرائم العنصرية ضد البولار والسوننكى والولوف، جرائم الظلاميين ضد النساء، وحتى اليوم مازالت تمارس، وبالتالي عندما نؤكد على ضرورة تغيير نمط التفكير السائد و المنظومة التي مازالت محافظة على تكريس هذه الممارسات، من خلال أفكارها الظلامية و الفقه المتبع لدى علمائها ومنهج الحماية الذي توفره مختلف المؤسسات التي تأسس عليها،فإننا نتحدث عن حقائق موجودة.. من خلال نمط العيش والإمتيازات التي تتحصل عليها الطبقات المتحكمة (العرب – البربر) وتتجلى في السلطة وأجهزتها من قضاء ونظام فتوى.. الخ…، و بالتالي نجزم أن الأمر ليس أخطاء تاريخية بل جرائم ممنهجة، ومحمية من العلماء والديبلوماسيين والسياسيين والإعلام ، رغم تعارض هذه الممارسات مع الدين الإسلامي.
وبالتالي نحن في “إيرا” نرى أن هذه الجرائم ماثلة للعيان في كل مفاصل المنظومة القائمة، ونعتقد أن البيظان يعيشون في ظل امتيازات غير شرعية ضمن نظام استعبادي.
وهذا مؤشر على أن الأغلبية في البيظان مازالت محافظة على استمرار هذه الممارسات.
وبخصوص الشطر الثاني من السؤال ، أعني تصورنا لموريتانيا الجديدة فانا أرى أننا نمثل قطبا سياسيا يريد تغيير الواقع المعيش إلى واقع تسود فيه المساواة وتكافؤ الفرص واحترام الحقوق.
المرابع ميديا: أنت الآن مرشح رئاسي، ماذا تقول للموريتانيين؟
أخاطب الشعب الموريتاني وأقول، منذ فترة اجتمع علماء وقضاة البيظان ورؤساء أحزاب البيظان و الأحزاب التابعة لهم من لحراطين ورؤساء أحزاب لحراطين وقالو إن بيرام كافر وخارج عن الملة.
والمعروف أن المجلس الدستوري هو أعلى سلطة دستورية في البلد ونصوصه تقول إن موريتانيا لا يمكن أن يترأسها إلا رئيس مسلم فماذا يقول المتقولون؟
هذا السؤال أطرحه من خلال “المرابع ميديا” على العلماء ” حمدا ولد التاه، محمد الحسن ولد الددو، محمد ولد سيدي يحي، وأحمدو ولد لمرابط ولد حبيب الرحمن” هؤلاء العلماء المفترض فيهم أن يقولوا الحق.. ما هو قولهم في اعتماد المجلس الدستوري لإسلام بيرام؟
دون أن أنسى الأحزاب السياسيىة التي اتخذت ذات المنحى ورؤساء تلك الأحزاب أحمد ولد داداه ومسعود ولد بلخير؟
المرابع ميديا: كلمة أخيرة .. أو مستجد لديك تخص به وكالتنا تود إعلانه للرأي العام عبر موقع “المرابع ميديا”؟
بيرام ولد أعبيدي: أدعومن منبر “وكالة المرابع ميديا” المحترمة، كافة خصومي وأنصاري وبصفتي الرئيس المحتمل لموريتانيا في المستقبل القريب، إلى التعاطي مع مبادرة أراها شجاعة من زاوية الخير بالخير والبادئ أكرم، مبادرة تقوم على ضرورة التعايش بين الموريتانيين جميعا و الحوار بين أهل الرأي. وهي أن بيرام كحقيقة وكمد جماهيري لا محيد عنه، وهو موجود بين ظهرانيكم ما دمت حيا..لا يمكن القضاء علي سياسيا لا بالتشويه باتهامي تارة بالخيانة أو العمالة الخ…
ولأني لم أفكر يوما ولا أنوي القضاء على الآخرين، لإدراكي أنه لا مناص من الحوار والتقارب والتعايش بين جميع الموريتانيين.
و أنا أدعو كافة السياسيين والعلماء إلى التجاوب مع هذه المبادرة التي لا تعني أي تنازل عن مبادئي إلا بشرط ، وهو إقناعي بأن ما أقوم به غير شرعي وغير مفيد، وهذا ما لم يحصل حتى الساعة.. “وأنا أؤكد لكم أنني مستعد – سواء ترشحت أو انسحبت – للقاء جميع الأطراف بهدوء وبسكينة قبل انطلاق الحملة الرئاسية وستكون “المرابع ميديا” شاهدة وفي النقاش إذا لم يشترط أحد تلك الأطراف غير ذلك./