وزير الاعلام العراقي إبان غزو العراق محمد سعيد الصحاف كان مثار إعجاب الرؤساء الغربيين وعلى رأسهم جورج بوش الذي كان يستمتع - حسب قوله - بأسلوب الصحاف في خوض الحرب الإعلامية.. وكان يشعره أحيانا بالرعب ..
كان آخر ظهور للصحاف قبل احتلال بغداد بساعات .. كان يطل من كابينة سيارة مصفحة ويرتدي زيا عسكريا .. كان يقول للصحفيين بثقة عالية : ان الغزاة (العلوج) سينتحرون على أسوار بغداد وأن مفاجأة عسكرية في انتظارهم .. رغم انه يعرف أن ذلك سيكون آخر ظهور له .
اختفى الصحاف منذ تلك اللحظة .. وتم احتلال بغداد واحتفظ العالم كله بصورة محترمة عن الرجل الذي لم يخذل وطنه وشعبه وظل بمفردده يقود حرب العراق الاعلامية دون كلل او وجل او حتى تفكير في الهرب .. وكان بإمكانه أن ينجو بجلده او يبيع قضية وطنه بمصلحة ذاتية .. ولكنه سما فوق الظروف والملمات ..
و في أيامه الاخيرة وهو المقيم في الامارات كان يقول إن كل تصريح له في تلك الحرب جاء عن قناعة منه بدور الاعلام في رفع المعنويات وخفضها ..
وهذا ما وعاه جوزيف غوبلز وزير الدعاية والاعلام الهتلري .. فقد وظف قدراته في خدمة النازية وبالذات هتلر حتى اختط لنفسه مدرسة اعلامية خاصة عرفت فيما بعد ب ( الغوبلزية).
الفرق بين محمد سعيد الصحاف وغوبلز هو أن الأول خدم شعبه وأمته والثاني خدم قائده فقط وليذهب الشعب الى الجحيم .
والفرق بين مصيرهما أن الأول طاردته أعين الإعجاب وآيات الثناء والثاني طاردته اللعنات وسياط الكراهية إلى يومنا هذا .
الشعب باق والقائد زائل .. لذا بقي الصحاف وزال غوبلز .. فاعتبروا يا أولي الألباب ..