الأيام التشاورية لإصلاح الصحافة.. من يُصلح من؟!

لا يبدي الكثير من الفاعلين في الحقل الاعلامي كبير اهتمام أو تفاؤل بمخرجات المنتديات العامة للصحافة التي أعلنت لجنتها التحضيرية عن إطلاقها ابتداء من يوم 11 من الشهر الجاري، من أجل رسم خريطة طريق تفضي إلى “خلق إعلام حقيقي، يقوم بواجباته بكل مهنية ومسؤولية ويتمتع بحقوقه بكل قوة واعتزاز”.

وينظر إلى هذه المنتديات على أنه ستكون كمحاولات سابقة مجرد مسرحية هزيلة للالتفاف على بعض المخصصات لا غير؛ لا تقنع أحدا حتى القائمين عليها؛ وأقصى ما يمكنها تحقيقه اصدار توصيات طوباوية تختفي من صفحات المواقع بعد ساعات إن غادرت أصلا مقر انعقاد الاجتماع.

ويعلم الجميع أن غالبية متصدري هذه المنتديات هم من أصحاب السوابق على الاقل في الاساءة للقيم المهنية، ومن بينهم منتحلون لا يمتون للحقل الاعلامي بصلة ولن يسعوا إطلاقا لما قد يؤدي إلى تنقية الحقل من أدعياء المهنة لأنهم أول المتضررين,

لقد جعلت تراكمات متعددة الجذور من الذي يطلق عليه منظمو المنتديات مؤسسات صحفية مجرد دكاكين لتلميع وجه من يدفع أكثر، دكاكين تبيع المواقف والتحليلات بالمفرد والجملة؛ وتصادر الرأي غير المدفوع ناهيك عن استغلال البشر في ما بات أبشع أنواع العبودية الحديثة بتشغيل عشرات الشباب دون عقود عمل وأحيانا كثيرة دون دفع أجور.

صحيح أن الدولة شريك في حالة الفساد التي يعيشها الحقل بالدعم العمومي الهزيل والسماح لمن لا يستحق بامتهان الصحافة أوانتحالها على الأصح، ولكن بإمكانها التراجع عن تمويل مثل هذه المسرحيات وصرف تمويلاتها على تجهيز مستشفى أو توزيعها على فقراء البلاد الشرفاء بدل من يعيشون على الاستجداء وبذل ما بقي لهم من ماء وجه في كسب غير حلال.
على الدولة الآن إن أرادت أن تثبت صدق نيتها في إصلاح الصحافة أن تفعل لجنة البطاقة وتضفي على عملها ما يلزم من شفافية ليتحدد أولا من هو الصحفي قبل الحديث عن إصلاح حقل مائع يموج بالأعشاب الضارة!.
السبيل

سبت, 09/07/2016 - 15:55

          ​