سيادة موريتانيا في بقاء ولد عبد العزيز

باتت الجمهورية الإسلامية الموريتانية دولة ذات سيادة وهيبة تقرر ما تراه دون ضغوط؛ بعد أن ظلت على الهامش منذ الاستقلال وحتى عهد قريب..

فمعظمنا إن لم نكن جميعنا كشعب، كنًا نشعر بالخجل من بلدنا واعتدنا على غياب أي تمثيل لموريتانيا الحبيبة في المحافل الإقليمية والعربية الدولية، كنًا باختصار بلد مجهول حتى لدى بعض أشقائنا العرب وإخوتنا الأفارقة!

وإذا كنًا منصفين فعلينا الاعتراف بأن الرئيس محمد ولد عبد العزيز هو من أعاد الاعتبار للبلد، من خلال سلسة من الانجازات طالت ميادين متعددة، كان من أبرزها تأسيس جيش وقوات أمن قادرة على حماية المواطنين والذود عن الحوزة الترابية للوطن ومحاربة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود.

كما أستطاع فكً العزلة عن مناطق كانت مترامية الأطراف، وربط الولايات بعضها ببعض علاوة على إصلاحات جوهرية شملت مناهج التعليم المعاصر والتركيز على ما يخدم الدين (طباعة المصحف، قناتي القرآن، والمحظرة)، مروراً بالصحة من خلال بناء مستشفيات وتأهيل أخرى وتجهيزها بشرياً ولوجستياً، وانتهاءً بالطفرة التي شهدها البلد في مجال الإسكان وضبط الحالة المدينة.

وليس تحدي استضافة القمة العربية المقبلة، وهو ما كان حلماً يراود الموريتانيين وهم يشاهدون قادة وزعماء العرب يطئون أرض المنارة والرباط، ورغم استغراب البعض ممن فشلوا في تحقيق الرهان، سوى أكبر دليل أن موريتانيا أصبحت دولة تتمتع باستقلالها التام وتعتمد على مقدراتها وخبرة أبناءها البررة، .

إن فتح الباب على مصراعيه لأصحاب الرأي وإعطاء الحق الكامل للمواطن في التعبير عن وجهة نظره دون خوف أو وجل وتمكن موريتانيا من ريًادة العرب في هذا المجال، يدلٌ أن ولد عبد العزيز جاد في جعل موريتانيا نموذجاً للبلد الذي تمارس فيه الديمقراطية بأسمى مراتبها، في ظل نظام لا يخشى من الأقلام ولا يريد البتًة تكميم الأفواه، بل ويسعى جاداً لتقديم الدعم والمؤازرة في مكل ما يخدم حقل الإعلام وممارسيه، وليس إشراف رئيس الجمهورية يوم غد على افتتاح المنتديات العامة للصحافة، إلا دليلا إلى صدق تلك المساعي.

نحن اليوم أمام نجاح جديد باستضافة الأشقاء العرب بعد نجاحاتنا في قيادة الإخوة الأفارقة، وجوهرة مدننا نواكشوط باتت محط أنظار العالم، بمطارها الدولي الذي يشكل تحفة معمارية تتباهى بجمالها المنطقة، وفنادقها وشوارعها الفسيحة التي لبست حلةً جديدة، استٌنبطت ألوانها من عراقة شعب أصيل يتقن فنً الضيافة ويكرم وفادة الزوار، خصوصا وهو يعيش ظرفية خاصة يتنفسُ خلالها طعم الحرية والشموخ.

ومن خلال تلك المعطيات، فإن مطالبة غالبية الشعب الموريتاني ببقاء ولد عبد العزيز في السلطة لم تأتي من فراغ، بل نتيجة انجازات كبيرة وإصلاحات جوهرية كان الوطن بأمس الحاجة إليها، وإن تطلب ذلك غربلة الدستور ومنح الرجل مأمورية ثالثة ولم لا رابعة لاستكمال "ثورة" الإصلاح التي بدأها أواخر العام 2008.

 

آتلانتيك ميديا

أحد, 10/07/2016 - 16:19

          ​