قد أعطت تركيا درسا للعالم في مجال الحرية و التمسك بالشرعية و هنا سأذكر أهم النقاط التي لفتت انتباهي في المحاولة الإنقلابية الفاشلة
الشعب يرد الجميل لرئيسه بعد أن استنجد به عبر skyb ليلبي الدعوة في ظرف 15 دقيقة كانت الجموع تتدفق نحو الميادين وخاصة ميدان “تقسيم” في وسط اسطنبول لما له من رمزية في تاريخ الأتراك وهذا إن دل علي شيئ فهو تعلق الشعب بالشرعية وتقبل مخرجاتها. ويعطينا درسا في الوطنية مفاده أن الشعب فوق كل شيئ وأن كلمته هي الأخيرة
* ظهور الرئيس الأسبق والمعارض الحالي عبدالله غول علي شاشات التلفاز ضد الإنقلاب و رافضا له واصفا الإنقلابيين بالخارجين عن القانون معتبرا في نفس الوقت أن مصلحة الوطن فوق كل اعتبار و أن معارضته للنظام لا تخول له التحالف مع الإنقلابيين ضد الوطن وهذا لعمري درس في غاية الروعة عن المعارضة المسؤولة ؛ ف تصوروا معي لوكان هذا السيناريو في دولة من دويلات العالم الثالث ماذا سيحدث ؟؟؟ بالطبع ستتقاسم المعارضة و الإنقلابييون الكعكة و الأمثلة كثيرة علي ذالك و ما سويسرا من ذالك ببعيد .
*تعامل الشرطة التركية بمهنية عالية مع الرافضين للإنقلاب فلم تحدث هناك احتكاكات رغم حساسية الموقف حتى أنه في مبني قرب مبني المخابرات التركية كان يتحصن فيه انقلابيون كان هناك تعاون مابين الشرطة و المحتجين من أجل القبض علي بعض الفارين الذين كانو يتحصنون بالمبنى و تكللت العملية بنجاح .
* كانت وسائل الإعلام التركية علي قدر من الموضوعية و التريث في نقل الخبر لما له من تأثير سلبي علي المواطن البسيط و بثها للأخبار مرفقة بدليل مرئي يوثق الخبر ؛ وهو ما أربك الإنقلابيين و شتت صفوفهم ولولا قناة TRT التي بثت بيانهم الذي كان تحت التهديد لكان الإنقلاب قد فشل في لحظاته الأولي .
* كان تركيز الجيش التركي و المخابرات علي النقاط الحساسة في الدولة كالمطارات و مبني الإذاعة والتلفزيون و النقاط الحدودية نقطة لصالحهم فبدل الإشتباك مع الإنقلابيين مباشرة لجؤو الي التضييق عليهم و عزلهم عن بعضهم البعض و هو ماحدث فعلا حيث كان الإنقلابييون متمركزين بالأساس في القيادة العامة لأركان الجيش التركي و مطار آتاتورك حيث أن مدير المطار كان من الإنقلابيين وهو ماسهل لهم ذالك .
* إن وعي الشعب التركي و نضجه كان العقبة الرئيسية في جر البلاد إلى إنقلاب سيجرها إلي مستنقع من الويلات ويرجعها عقدا من الزمن إلي الوراء خصوصا أن تركيا تحيط بها مناطق حرب مشتعلة كسوريا و العراق و جبهة حزب العمال الكردستاني التي تخوض حرب عصابات مع الجيش التركي منذ تسعينيات القرن الماضى أضف إلى ذالك “داعش” و جبهة النصرة و الجيش السوري الحر و حزب الله و مخابرات الدول الأجنبية روسيا و اسرائيل نموذجا .
إذا الشعب يوما اراد الحياة ** فلا بد أن يستجيب القدر
محمد فاضل ول جعفر