ولد هيبه: تنظيم القمة في نواكشوط نجاح لموريتانيا

أعتبر رئيس مجموعة "أتلانتيك ميديا" الإعلامية، محمد سالم ولد هيبه، أن قبول الرئيس محمد ولد عبد العزيز استضافة الدورة السابعة والعشرين للقمة العربية في نواكشوط، ضمن الظرفية التي تعيشها غالبية الدول العربية؛ هو في حد ذاته "نجاح لموريتانيا وللشعوب العربية كلها"، وأن استضافتها في هذا الوقت بالذات هو نجاحا أكبر لكل الموريتانيين.

وأوضح ولد هيبه أن موريتانيا، بهذا القرار، "قبلت أكبر تحد يمكن أن تواجهه دولة عربية في هذه الظرفية غير المسبوقة من الاضطراب والتشتت والصراعات؛ وذلك بعدما اعتذر البعض من الأشقاء ذوي الخبرة الطويلة في مجال استضافة القمم العربية عن احتضان هذه الدورة"؛ تاركا لموريتانيا خيارين أحلاهما مر: فإما أن تعتذر بدورها على أساس عدم الجاهزية لهذا الحدث (الخيار الأرجح منطقيا) وإما أن تواجه تحديا أكبر من "حجمها" من وجهة نظر البعض.

غير أن شجاعة رئيس الجمهرية، السيد محمد ولد عبد العزيز وحرصه على رفع تحدي إثبات السيادة الموريتانية، وبعد نظره؛ يقول ولد هيبه، كلها عوامل ساهمت في قلب الصورة النمطية القاتمة التي ترسخت في أذهان الأشقاء العرب حول هذا البلد القصي من خارطة عربية تعصف بها الصراعات والحروب، رغم ما تزخر به من ثروات نفطية ومعدنية وسمكية وبشرية هائلة.

وأضاف هيبة :  أن أغلب الدول العربية تواجه أوضاعا أمنية بالغة الخطورة تجعلها غير قادرة على احتضان أي قمة في الوقت الراهن، والقلة التي تنعم بنوع من الاستقرار والسلم منشغلة بقضايا سياسية واجتماعية واقتصادية تشوش على أي لقاء دبلوماسي بحجم مؤتمر للقمة العربية، فكانت موريتانيا في موعد مع التاريخ كما ظلت دائما؛ حيث قال رئيسها في وقت خرس فيه الكثيرون: نحن لها...!".

وأكد رئيس مجموعة "أتلانتيك ميديا"، في تصريح صحفي، أن الشعوب العربية في موريتانيا وفلسطين والعراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان والأردن والجزائر وتونس والصومال والمغرب والبحرين والكويتوزجيبوتي وسلطنة عمان و جزر القمر ولبنان؛ سئمت القمم العربية ولا تتوقع من القادة العرب أي جديد من شانه تحرير الأرض واستعادة المقدسات، أو النهوض بالأمة، أو فرض إرادتها في عالم من التسلط والهيمنة والعدوان  المسلط على كافة أقطارها من القوى الأجنبية الكبرى".

وحول الجانب الأمني لقمة نواكشوط، اعتبر ولد هيبه أن الرئيس ولد عبد العزيز نجح في بناء مؤسسة عسكرية موريتانية جديرة بالثقة والتقدير، ما مكن من تامين حدود البلاد وحوزتها الترابية، عمل على تطوير وعصرنة وتقوية الأجهزة الأمنية، مما جعل العاصمة آمنة تستضيف أي مؤتمر أو قمة من أي حجم أو مستوى كانت؛ مبرزا أن عواصم ومدن أكثر دول العالم قوة وسطوة وتقدما باتت مسرحا لأبشع أنواع الإرهاب والعنف (فرنسا، بلجيكا، تركيا، الولايات المتحدة، المانيا... إلخ)، بينما أصبح تحذير رعاياها في بقاع شتى عبر الوطن العربي عنوانا يوميا بارزا في كافة وسائل الإعلام (سوريا، ليبيا، العراق، اليمن، لبنان، السعودية، البحرين...إلخ).

وقال إن هذا النجاح والتميز الموريتاني، من الناحية الأمنية، يعود ـ بالأساس ـ إلى "المقاربات الأمنية الإستراتيحية التي ابتكرتها وانتهجتها موريتانيا منذ تولي الرئيس محمد ولد عبد العزيز مقاليد السلطة قبل نحو سبع سنوات"..

وخلص ولد الهيبه إلى أن ما أسماها "بعض الجهات الإقليمية الحاقدة على موريتانيا" عملت جاهدة، وما زالت تعمل ما بوسعها، على إفشال قمة نواكشوط؛ مبرزا أن "تلك الجهات الشقيقة" لا يغيظها شيء أكثر مما يغيظها أي نجاح تحققه موريتانيا على أي صعيد دبلوماسي، أو سياسي، أو اقتصادي، أو أمني.. وبالتالي فإن حضور موريتانيا بوحداتها العسكرية ضمن قوات حفظ السلام الأممية في أكثر مناطق إفريقيا سخونة واضطرابا (إفريقيا الوسطى وساحل العاج)، مع ما نالته تلك القوات من ثناء غير مسبوق عبرت عنه الحكومات المعنية وأطراف تلك الصراعات وخبراء الأمم المتحدة، ونجاح دبلوماسييها في إسكات أكثر أصوات الأسلحة دويا (اليمن)، وفوز حقوقييها في نيل عضوية أهم منظمات حقوق الإنسان العالمية؛ شكل القطرة التي أفاضت كأس حقد وغيظ الحاسدين" على حد تعبيره.

سبت, 23/07/2016 - 16:45

          ​