يعدُ حضور الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، لفاعليات قمة نواكشوط، والمبيت بموريتانيا ليلتين متتاليتين، نحاجاً بحد ذاته لقمة الأمل .
فلقد برهن الأمير الشهم على معدنه الأصيل وهو يقف بكامل ثقله الى جانب فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز، كتأكيد واضح على أن الكويت ستظل ظهيرا لموريتانيا وللعرب والمسلمين في كافة بقاع العالم، دون خوف أو وجل، ودون أن يضع أي حساب لضغط أولئك الخونة والعاجزين حتى عن اتخاذ مواقف لصالح الأمة أحرى أن يكون بوسعهم احتضان الأشقاء.
حضر الصباح، وحضر أمير قطر وهما الزعيمان القادران ـ في هذه الظروف ـ على احتضان العرب، واتخاذ قرارات حازمة لصالح وطننا العربي الكبير، أما الذين تخلفوا، ودون استثناء فلا تقدر بلدانهم على تنظيم لقاء ثنائي وما بالك بقمة بحجم قمة الجامعة العربية.
نحن فخورون كموريتانيين بنجاح أول قمة تعقد على ارضنا الطاهرة، وأنا فخور شخصياً وأشعر بالاعتزاز بعد أن تمكنت من مصافحة الأمير الشيخ الصباح في مطار أم التونسي الدولي، بل وتبادلت معه اطراف الحديث، وهنا لا يسعني إلا أن أنوًه بالموقف الشهم الذي أتخذه أمير الكويت بالمشاركة في قمة نواكشوط، متحدياً ومتجاهلاً ـ في نفس الوقت ـ ضغوظات من أرادوا فشل القمة وسعوا جاهدين من أجل ذلك.
لقد ظلت الكويت ومنذ إعلان الجمهورية الاسلامية الموريتانية في ستينيات القرن الماضي، أهم سند للدولة الموريتانية، وليس تمويلها لأطول طريق تربط معظم ولايات الوطن، ووقوفها الى جانب موريتانيا في احلك الظروف إلا دليلاً على كرم الكويتيين وحبهم لأحفاد الشناقطة،.. وهكذا سار الأمير على خطى السلف وهو يقف الى جانب موريتانيا في يوم عرف فيه العدو قبل الصديق.
محمد سالم ولد هيبه مدير مؤسسة "آتلانتيك ميديا" الاعلامية