نجحت موريتانيا في استضافة القمة العربية لأول مرة في تاريخها كما نجحت القمة نجاحا باهرا، ونجح الرئيس محمد ولد عبد العزيز كذلك في جمع العرب تحت لوائه ورفع بذلك سمعة موريتانيا بين العرب، ورجحت كفة الاصرار ،وفاز شعار التضحية الذي رفعه ولد عبد العزيز في خطابه بمدينة النعمة يوم الثالث من مايو 2016 .
نعم نجحت قمة العرب وكان يوما مميزا جمع العرب في بلاد شنقيط تحت ظلال العروبة والأخوة، كانت أجواء عربية أصيلة القت عليها لغة الضاد بهاء وجمالا راسخا، فكانت همزة وصل تصل العرب بالعالم وتصلهم ببعض، وتم من خلالها تناول معظم القضايا العربية الهامة والعالقة.
فبعد أن انتهى المثبطون والناقمون والحاسدون من أبناء موريتانيا من حملتهم المسعورة ضد نجاح القمة هنا في نواكشوط وباؤوا بالفشل، بدأ المغرضون من كل أنحاء العالم يحاولون استقصاء الأحداث وتقصي الوقائع للبحث عن أي ثغرة يدلجوا بها أصابع السخرية والهوان، وبدأ الكتّاب والاعلاميون العرب رحلة الهمز واللمز في أرجاء قمة الأمل، وكان من بين الذين علّقوا على وقائع القمة الدكتور فيصل القاسم وهو على ماهو عليه من الخبرة بلغة الضاد ولم يعب على موريتانيا بلد المليون شاعر أي خطوة من خطوات القمة، وإنما نحا غير ذلك نحو اللغة ووالنحو والاملاء والبحث في أواخر الكلم لاختلاف العوامل الداخلة عليها لفظا أو تقديرا؛ حيث ذهب القاسم في نقد كلمة الرئيس محمد ولد عبد العزيز فعطف الخبر على الخبر وخانه الاملاء ورمته الهمزة بقاع صفصف ما علم منه مآلا، ومن نظر بعين الانصاف أدرك أن انتقاد خطإ لغوي على رئيس دولة أحسن من خطأ دكتور نذر نفسه للكتابة والحروف وخبر مواطن الزلل الصحة في تراكيب اللغة وإملائها، فورد فيه القول :
نبئتَ زرعة َ ، والسفاهة ُ كاسمها ، يُهْدي إليّ غَرائِبَ الأشْعارِ
إنا اقتسمنا خطيتنا بيننا ... فحملت برة واحتملت فجار
فيصل القاسم إعلامي كبير ولة سمعة واسعة، لكنه بدأ منذ حين يأخذ طريقا ملتويا يخاف دركا ويخشى، نحو التلعثم والسوقية وإدراج أنفه في كل حدث مهما كانت قيمته، وكانت آخر خرجة له أن ينتقد على رئيسنا شيئا لا يمت له بصلة فليس يعاب على ولد عبد العزيز ما يعاب على فيصل، فلكليهما واقعه ومكانته، وإذا فهمت المقاصد فلا عبرة بالألفاظ، لكن أخطاء القاسم ستظل على جبينه وحاجزا بينه والأشقاء الموريتانيين.
وما ذا ينتظر من رجل يعمل ضد وطنه وضد أمنه، رجل شب على زرع الخلافات بين العرب وأجج الفتن في بلاده وبين مختلف السياسيين العالميين في محرابه الذي نصبه للفتنة والصراخ، ودأب على الغوص في أعراض العرب والمسلمين ونبش المثالب واتباع البقع السوداء من كل حديث، حتى يخرج منه ما يخدم به فتنه العقيمة، ولا يستبعد أن تكون لفيصل غايات أخرى من خلف انتقاد ولد عبد العزيز الذي قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، فقد يكون القاسم خدم بذلك إحدى الجهات التي يعمل لها في الخفاء ولو ضد وطنه ولغته الأم، فهو متهم بالعمالة للكيان الصهيوني، كما هو معلوم.