فتيات مصريات يروين معاناتهن مع التحرش: من يحمينا؟

أطلقت مجموعة من الشباب المصري، مؤخرا، عشر نصائح للقضــــاء على التحرش تم نشرها على مواقع التواصل الاجتـــماعي المخـــتلفة. منها تجنب الزحام والابتعاد عن الـ«مولات»، والكورنيش، و«المترو»، ارتداء ملابس مناسبة للخروج، الابتعاد عن الـ«سينمات»، عدم ركوب التاكسي منفردة، عدم التواجد في مناطق منغلقة ، عدم اصطحاب الأطفال منفردة، النصيحة الأخيرة عدم الخروج من المنزل. وهو الأمر الذي ادى الى سخرية الشباب محملين وزارة الداخلية المسؤولية في عدم حماية مواطنيها.


تروي هاجر صابر، وهي صبية تعمل مساعدة ممرضة في أحد المستوصفات الطبية، تعرضت للتحرش مرارا في مكان عملها، ان «التحرش الجنسي لم يكن فقط من الطبيب، بل أنها تعرضت للعديد من المضايقات بدءا من المريض نفسه، ومرورا بزملائها الممرضين وانتهاء بالطبيب المشرف»، وليست هي فقط من تعرضت لذلك بل أن معظم الممرضات يتعرضن لتلك التحرشات التي لا تنتهي .


وأرجعت سبب التحرش لنظرة المجتمع للممرضات، حيث إنهن يعملن في أوقات الليل، وأيضا أن بعض المرضى يعانون من الوحدة والاكتئاب من طول فتره بقائهم بالمستشفى، ولذا يلجأ هؤلاء للتحرش بالممرضات، أما عن تحرش الطبيب فأكدت، أن بعضهم يستغل سلطته الوظيفية في المضايقات ومن ترفض من الممرضات التحرش بها سواء لفظيا أو جسديا فإنها تعاني الأمرّين، حيث يتم استهدافها من قبل الطبيب المتحرش وتقديم شكاوى ضدها لإدارة المستشفى والتهمة: التقصير في العمل. أو تمنع من أداء مهامها الوظيفية وبعدها عن العمليات الجراحية التي تتقاضى منها حوافز إضافية.


تقول مي محمد، إحدى الصحافيات، أنه تم طردها تعسفيا مع زميلتها في قسم الحوادث بعد رفضهما التحرش من قبل رئيس القسم الذي يدّعي التدين ويظهر أمام الأقسام الأخرى بأنه رجل دين. مؤكدة أنها تعمل في الجريدة منذ 3 سنوات وكانت تتقاضى راتبا وصل إلى 3500 جنيه وأن هذا الراتب لم تحصل عليه أي من زملائها بالأقسام الأخرى، ولكنها فوجئت بأن رئيس قسمها يحاول أن يمسك يدها ويلامسها بعد الانتهاء من العمل، وحاول أيضا استخدام الألفاظ الإباحية مع احدى زميلاتها المتزوجات قريبا بقوله نصا «أنتي بتعملي ايه يوم الخميس» أو «ريحه برفانك بتولعني».


وأضافت بعد رفضها هي وزميلتها بنفس القسم تلك المضايقات، انهما منعتا من التوقيع في دفتر الحضور والانصراف ورفع البصمة الخاصة بهما، وقامتا بتحرير محضر بتلك الواقعة حمل رقم 7512 إداري بقسم العجوزة، وفوجئتا بعدها بمنعهما من دخول مقر الجريدة. مؤكدتين عدم شكواهما بحالة التحرش خوفا على سمعتهما بين زملائهما وأسرتيهما فالناس يرون أن البنت هي السبب وليس الجاني المتحرش.
بالنسبة لليلى أحمد، تعمل في مجال الأحذية، فالتحرش مواجهة دائمة. تقول: «بشتغل علشان أساعد جوزي، وطبعا بتعرض لحالات تحرش فساعات كثير بعدي علشان لقمة العيش هعمل ايه يعني كل الشغل زباله انا بشتغل من الابتدائية في ورش م حصل بقة في الورش دي حاجات كثير وقتها كنت صغيرة يعني مش فاهمة إن دي عيب او تحرش يعني ساعات كان صاحب الورشة يقولي مثلا ايه الحلاوه دي انتي ادورتي يا بت. كنت بضحك زي الهبلة وبكسف وساعات كان يلمس ظهري قال يعني المكان ضيق وساعات كان يحاول يزنق فيه في الحيطة».
تقول، المعلمة مني حلمي، في مدرسة «رأس السوداء الصناعية بنين»، في الإسكندرية، إن المدرسات يعانين من كونهن نساء من العديد من المشكلات الحياتية اليومية، وأستطيع أن أقص العديد من حوادث التحرش التي واجهت زميلاتي بعد رفضهن التسجيل خوفا من نظرة المجتمع المتدنية للمرأة المقهورة بشكل عام. وتحكي حلمي، عن العديد من الوقائع منها ما حدث لمدرسة اللغة الانكليزية عند دخولها فصلها بالدور الأرضي للمدرسة، «فوجئت بمجموعة من الطلبة يقومون بالتحرش اللفظي معها وإلقاء العديد العبارات منها «وإيه يا ابلة وإيه يا جميل»، مرة ثانيه «فوجئت مدرسة أخرى عندها 47 سنة وهي محجبة وملتزمة بالطلبة عمالين بيلفوا عليها وفي طالب شد شنطتها والى بقى بيلمس في أماكن معينة في جسمها قعدت تصوت والمدرسين اتلموا بس كان الطلبة جروا أخدنا الإجراءات ضد الطلبة وكل حاجة ، ولكن ميش حاجة حصلت للطلبة برغم المذكرة التي تقدمن بها المدرسة للإدارة لا يوجد إجراء قانوني يحمي النساء من التحرش».
وأرجعت شيماء عبد الرحمن، مدرسة لغة انكليزية وتبلغ من العمر 34 سنة، التحرش الجنسي الى الوازع الديني والنظرة المجتمعية المتخلفة لتأخر سن الزواج البنات والظروف المجتمعية عند المطلقة والأرامل، خاصة ان المجتمع المدرسي مغلق «والسبب الأساسي اننا بنسكت على الي بيحصل وده بيكون سبب انه يحرك ناس ثانيه وتعمل نفس الممارسة بدون حساب، لأن مفيش حاجة واضحة في قانون العمل بتمنع ده، لا قانون الكادر الخاص 155 لسنة 2007 ولا قانون التعليم بيتكلم عّن التحرش».
يقول صلاح هاشم، الأمين العام للاتحاد المصري لسياسات التنمية والحماية الاجتماعية، بـ«ضرورة فتح ملف النساء العاملات في قطاع المعمار والزراعة، وايجاد سبل بديلة لهؤلاء النساء للعمل اللائق، خاصة أن ظروفهن الاجتماعية الصعبة وراء اتجاههن لتلك الحرف». وأطلق هاشم اسم «نساء الننجا» على تلك الفتيات، مؤكدا أنهن في الغالب من عاملات «التراحيل» واللاتي أكثر من 22 ٪ منهن فتيات لا تتجاوز أعمارهن الـ«18 سنة».
وترى الباحثة مي محمد، «أن تأخر سن الزواج له عامل اساسي في ظهور المشكلة. يوجد حقيقة متزوجون متحرشون ومشاهدة الأفلام الاباحية و أفلام الإثارة وهي أشبه الغريزة احيانا بالبركان الطاغي، الذي يلغي العقل تماما».

سبت, 13/08/2016 - 11:01

          ​