على رئيس الجمهورية وزعيم التكتل أن يطويًا صفحة الماضي

لا يوجد أو يكاد؛ من بين سياسيينا ونخبنا ممن يتحركون اليوم في الساحة، سواءً في المعارضة أو الموالاة، أصدق ولا أحرص على مصلحة هذا البلد وشعبه من الزعيم احمد ولد داداه، ولا أدل على ذلك من تاريخه النضالي الناصع الذي لا يريد صاحبه مالاً ولا جاهاً ولا حتى قضاء مصلحة شخصية..

علينا أن نكون منصفين ونعطي لكل ذي حق حقه وإن اختلفنا في التوجه والقناعات، فولد داداه اثبت أنه زعيم وطني يحب بلده ويسعى لتكريس منظومة القيم والأخلاق التي نهل منها وجسدها عملاً وممارسة.

وليست بعض المحاولات الساعية لتعويض الرجل بأحد أفراد أسرة أهل داداه الكريمة ومنحه امتيازات معينة، سوى ضرب من المستحيل ومقارنة أعالي الجبال بمنحدراتها، والحال نفسه مع من "يموجون" في متاهات السياسة ذهاباً وجيئة ويعرضون خدماتهم حين يتعلق الأمر باستجلاب نفع أو رد ضرر..

برهن ولد داداه طيلة مسيرته النضالية على أنه يسعى لتجسيد سياسة الصدق في المواقف والابتعاد عن المؤامرات والمكايد السياسية وهي خصال جعلته رقماً صعباً في جو تسوده الانتهازية والجنوح نحو المصالح الضيقة. وليست محاولات نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز لإذابة الجليد بين الطرفين وطي صفحة الماضي إلا دليلاً آخر على قيمة الرجل وحزبه السياسي العريق في أي توافق وطني يراد له النجاح.

على النظام أن لا ييأس من مطالبة الزعيم احمد ولد داداه بالجلوس على مائدة الحوار، وعلى الأخير أيضاً أن يقبل بتنازلات تقرب وجهات النظر وتعيد الثقة؛ رغم وجود أطراف في المعارضة والموالاة لا تريد إلا عكس ذلك لأن أي تقارب بين الزعيم ولد داداه والرئيس محمد ولد عبد العزيز سيكون بمثابة الخروج من  الباب الضيق بالنسبة لهم ومنه إلى مزبلة التاريخ.

لم يعد هنالك وقت للانتظار فالأزمة السياسية طالت وتبعاتها الاقتصادية والاجتماعية أخذت منحيات مختلفة، فعلى الزعيمين رئيس الجمهورية المنتخب محمد ولد عبد العزيز، ورئيس حزب التكتل احمد ولد داداه، أن يضعا يديهما في أيدي بعض ويجعلا مصلحة موريتانيا فوق كل شيئ، فهما الوحيدان القادران على قيادة البلد إلى بر الأمان، وإن تطلب ذلك إدماج الجميع في إطار سياسي واحد.

 

آتلانتيك ميديا

أحد, 21/08/2016 - 13:36

          ​