الولايات المتحدة و"الكيل بمكيالين"!

لم يكن حديث الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية "مارك تونر" منصفاً ولا عادلاً كعادة المسؤولين الأمريكيين الذين يكيلون بمكيالين خصوصا إذا ما تعلق الأمر بدول العرب والمسلمين..

هذا البلد الذي يتسيد العالم اليوم لا يزال رجال أمنه البيض يقتلون السود بدم بارد، ويخصصون لهم أحياء شعبية تعد وكراً للجريمة والانحلال.

فحين يخرج هذا الناطق ببيان مسموم يدين فيه الأحكام التي صدرت بحق من يدعون أنهم نشطاء حقوقيون، ويقول أن "الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق من العقوبات التي صدرت على عشرين شخصا أوقفوا بعد تظاهرات 29 يونيو في نواكشوط"، فهذا استهتار واضح ولعب على الذقون إن لم يكن أصحابه يعبثون بلحمة مجتمع ظل يتعايش في أمان.

أليس مما يدعوا للاستغراب أن تعمد الولايات المتحدة على تكريم رئيس من تعتبرهم مناهضي العبودية في موريتانيا، في الوقت الذي يقتل رجال أمنها شباب من بني جلدته على بعد مسافة قليلة من موقع الحفل، أو لم يكن من المشرف لبيرام وهو من يصف نفسه بالمناهض للعبودية والاسترقاق أن يرفض ذلك التكريم احتجاجاً على تلك الأحداث، أم أن الأسياد لا يخطئون..؟

ألم يكن من المنصف للولايات المتحدة أن تثمن الجهود التي بذلتها موريتانيا في مجال حقوق الإنسان وتسوية مشكل الإرث الإنساني، أم أن للإبعاد الاستيراتيجية والنفوذ الصهيوني دور في تلك الخرجات غير موفقة؟..

على الغرب عامة والولايات المتحدة بشكل خاص أن يدركوا أن موريتانيا دولة ذات سيادة تتخذ مواقفها بناء على مصالح البلد والشعب، وليست آلة تدار على أهواء العابثين بالقيم والساعين لتركيع الأمم والشعوب، وعليهم أيضا أن يتأكدوا من أن تلك الحملات الإعلامية الموبوءة لن تثني قيادة موريتانيا عن قرارها بطرد أبناء القردة والخنازير.

أحد, 21/08/2016 - 17:40

          ​