الشيخ علي الرضا حسنة من حسنات الدهر

كثيرا ما يخفي الواقع بين ثناياه شخصيات عظيمة تخطئها الأبصار وتتجاوزها الأحاديث، حتى تغادر بهدوء، لكنه من بين معادن الرجال من يقفز على قبضة الواقع ويتجاوز المساحة الصغيرة التي يمنحه المألوف، حتى تفرض مكانته على الناس أن يبحثوا عن حقيقته، ويذهبوا في التنقيب عن طبيعة معدنه وعن قيمته، ومن تلك الشخصيات الشيخ علي الرضا أمد الله في عمره ونصر به الدين.

الشيخ علي الرضا رجل وهبه الله من فضله مكانة عظيمة حيث عرف بالصلاح والعلم والزهد في الدنيا ودعوة الناس إلى محبة الله ورسوله ونصرتهما وخصّه بصفات أهل الفضل والكرم، حتى كتب له القبول في قلوب الناس .

فقد نشأ منذ ريعان شبابه في بيت علم وصلاح واقتفى أثر أجداده الشرفاء حتى بلغ من المقام ما بلغ، وصار قبلة للراغبين في صلاح الدارين، وأصبح مرجعا سنيا يقتدى به في القول والعمل، ومعلمة أنار سناها بقاع الدنيا، وعرفه القاصي والداني وقصده الناس من مختلف بقاع الدنيا لمختلف الأسباب وفي مختلف المناسبات.

ولم يزل الشيخ علي الرضا بن محمد ناجي الصعيدي يصعد في قمم العز والشموخ والفضل حتى أنشأ المنتدى العالمي لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذلك المنبر الذي خصصه الرجل للدفاع عن المصطفى صلى الله عليه وسلم ونشر سيرته وحياته وحياة صحابته، وأخلاقه ، حيث شكل ومن خلال اتباعه ومريديه حلقة استثنائية تجمعها نصرة الرسول الكريم بمختلف وسائل الالقاء والتبليغ، وكان للشعر في ندواته حضورا قويا.

في سنة 2008م أسس الشيخ علي الرضا المنتدى العالمي لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يهدف إلى: الثناء على الرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته صلى الله عليه وسلم وتعزيره وتوقيره والمحافظة على سنته والتعريف بسيرته صلى الله عليه وسلم، ورعاية التعليم الأصلي من خلال دعم المحاظر، وتوجيه المجتمعات الإسلامية إلى الالتزام بمنهج الله والتحاكم إلى شريعته.
ويتخذ المنتدى لتحقيق أهدافه الوسائل التالية: الندوات والمحاضرات العلمية التي تتناول الثناء على رسول الله صلى الله عليه وسلم، طباعة ونشر الكتب والمنشورات التي تخدم التراث الإسلامي وتحيي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وإصدار النشرات الدورية لتبصير المسلمين بأمور دينهم وحل مشكلاتهم، وكشف الشبهات المثارة من قبل أعدائهم.

وبالإضافة إلى رئاسة المنتدى العالمي لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم يترأس الشيخ علي الرضى كذلك معهد الفتح للعلوم الشرعية، المرخَّص سنة 2005، كما يترأس فيه العلامة الشريف الشيخ بن حم لجنة الفتوى والتدريس، وهو مسجل عند وزارة التوجيه الإسلامي، ومسجل عندها أن تمويله من طرف الشيخ علي الرضى ولا تمويل له من الخارج فيما مضى، وإذا وجد فسيتم إعلامُ السلطات بذلك، وتحدد الجهات الداعمة حسب قوانين المعاهد المعمول بها في البلد. وهذا المعهد تتفرع منه ثلاث محاظر كبرى، وهي :محظرة الشرفاء في ابير التورس، ومحظرة التيسير شمال انواكشوط، ومحظرة مسجد الفتح في تفرغ زينه.
أولا: محظرة " الشرفاء في ابير التورس" التي هي الأم والمحظرتان الأخريان فرعان لها، هذه المحظرة يُدَرِّس فيها عمُّ الشيخ علي الرضى؛ وهو العالم العلامة الشيخ بن حم الصعيدي، رئيس لجنة الفتوى والتدريس بمعهد الفتح والمفتي العام للمنتدى العالمي لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الشيخ علي الرضا رجل الدنيا والآخرة وهو شخصية نادرة من حسنات الدهر التي تصان عن اللسان، وتقصد على الأقدام، فهو إحدى نوادر هذا الزمن، لنبل عمله وصدق مبتغاه وأحقيته بالجد والعمل، وهو لعمري أهل لكل خير وأبعد من كل شر، ويكفيه الشرف محتدا ونصرة الله ورسوله مقصدا، ودعك من بذله المعروف وإعماره الأرض وقضائه حوائج الناس من هب ودب، وقد بلغ من القدر والمكانة ما لا يضر معه حقد حاقد ولا كيد كائد ولا زور كاذب مالت به سبل الزيغ، وقد تبارى شعراء القطر في مدحه وإنصافه، وهو أهل لذلك.

اتلانتيك ميديا

ثلاثاء, 23/08/2016 - 16:45

          ​