
اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي منذ يومين على إثر أخطاء إملائية بسيطة جاءت في رسالة تعزية كتبها وزير الثقافة والصناعة التقليدية الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد الامين ولد الشيخ، سال خلالها الحبر الكثير، وتناولتها مختلف أصابع اليد، رغم أنه لا أحد يسلم من الخطأ، وأن الخطأ لا يبرر بالخطأ، كما أن الأخطاء تعريها المكانة والمقام والظرف الذي وقعت به، حيث يربو الرجل بفضل دراسته وتعليمه وثقافته والأسرة التي يرجع إليها والبلاد التي ولد بها عن مثل هذه السخافات .
إن للرجل مكانة اجتماعية وثقافة علمية واسعة تمنعه من يؤخذ بمثل هذه السخافات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولن تقنع أحدا بموقف عابرة، ولن تؤثر في مسار رجل عرف بأنه حاصل على شهادة عليا وسبق وأن درّس في عدة جامعات عالمية، ولا يمكن أخذه بهذه السخافة، إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا عندنا في موريتانيا أصبحت تحاول استخدام كل شيئ في الدعاية والتشويه والتلاعب بالحقائق من أجل إبراز المواقف السياسية والبحث عن كل ما يؤيد تلك المواقف للنيل من شخص ما، واعتباره هدفا منشودا.
إضافة إلى أن مجتمع البيظان مجتمع فكاهي هزلي، لا تشاع شائعة إلا وجاء عليها بقصص كثيرة وطرف ونكت حتى تصبح واقعا حيا، ومن بعد ذلك يأتي المثقفون ليدلجوا بآرائهم ويسكبون النار على الجرح القديم ليقنعوا العامة بذلك ويبرهنون على مواقفهم بشيئ من ما يتميزون به، حتى يسهل نقل الشائعة إلى واقع محسوس.
وحسب قراءة "اتلانتيك ميديا" للقضية فإنها قد أخذت زخما أكثر من نصيبها ونالت من الحبر الكثير فلم يبق ناعق إلا وأدلى بدوله بها، وحقيقة ذلك انعكاس لصراع بين بعض اللوبيات القوية، التي تتحرك في الخفاء وينعكس ذلك على السطح، ويظهر في شكل انتقادات لأشخاص والنيل من سمعتهم، وهي سياسة باتت مكشوفة للجميع، ولها تجند الأقلام والصفحات والألسن.
ولكن التساءل المطروح هو كيف : وصلت هذه الرسالة إلى مواقع التوصل الاجتماعية؟ وهل كان إظهارها بريئا أم هناك من يقف خلفه، وخلف التشهير بشحص الوزير؟ ومن المستفيد من ذلك؟