
لايمكن أن يكون لموريتانيا رصيد أثمن من صداقة كل الذين تلقوا تعليمهم فيبلدنا، وانتجعوا في سفوح أوديتنا ،وتقاسموا معنا ثمارالنخيل الباسق، وخرير ماء الخريف، وتعرفواعلي وعورة الجبال، وتمعددوا واخشوشنوا في مجابات صحراءنا، والتحفوا بحرارة الشمس، وقاموا الليل تحت ضوء القمرعندما أذن منادي السحر بهجيع الليل عندنا كل جهد نبذله في مواجهة ناشري خطابات الكراهية، والتحريض الأعمي من تلامذة الفكر اليساري أو مدراء الأمن السابقين يجب أن يكون نشرالمحبة في القلوب في الناس منحولهم،لأن من ينشرالحب ومن يروج للافك عندالله لايستوون، لكن الخب لايخدع عمر،واذا أوصي العمريجال بنظره في جزيرةالعرب.
كل مبادرة نطلقها في مواجهة من ينشر ونتجار بالقتل ويروجون للعنف يجب أن تكون الدعوة لحياة الناس جميعا ونشر قيم الوسطية والسلام،لأن في حياة كل تفس وكرامة كل انسان، معاني الوجود ـ وفي التعديعليتلك الحقوق تعد علي كرامةكل البشر
الذين يسألون من جماعات التطرف العنصرية والفئوية لماذا لانحرض ونحرق أكثر؟لمتذق قلوبهم حلاوة الايمان بقيم الشريعة الأربعة: المصلحة ،والرحمة، والعدل ،والحكمة.
وحدهم الذين شاهدوا أوطانهم تدمر،وشعوبهم تقتل،وتهجر،يعرفون جيدامسؤوليات وواجبات: كيف نطفئ الحريق؟وكيف ننقذ الغريق؟
هؤلاء الشيوعيون و الفئويون ، وتجار الحملات الإعلامية المغرضة الذين يمتهنون صناعة الأعداء ،ويسألون دائما منهم أعداؤنا؟ يجب أن نرشدهم الي سؤال كيف توجهون جهودكم الي كسب مزيد من الأصدقاء؟ وكيف يحترم كل منكم بدون عنف خيارات ووجها تنظر غالبية الموريتانيين؟
ويجب أن نعلمهم فوائد بناءعلاقات تحترم فن الصداقة في أحلك الظروف مع المصالح العليا لشعبهم ومقدسات بلدهم.
ليس العيب أن تختلف وجها تنظر الأغلبية والمعارضة ،لكن العيب أن ينفي هؤلاء الذين أعماهم الحقد إنجازات ينعمون هم بريعها، وبسببها يتطاولون علي المقدسات ليأخذوا باسم التجني علي وطنهم ، جوائز جماعات الضغط الصهيونية، ويجلسون محاضرين في كبريات المحافل الماسونية، بعد أن عاثوا فسادا ، ورحمهم أبناء جلدتهم مرارا.
ليس العيب أن نتنافس، لكن العيب أن لانصفق لمن ينتصر ،ليس العيب أن يدافع كل عن خياراته لكن العيب أن لانقبلب من اختارته صناديق الاقتراع،أومؤهلات الحكامة.
ليس العيب أن يكون أخوك يوسف جميلا، ثمملكا ،ثمنبيا ،ثمغنياوخازنا،لكن العيب دائم افيشرداء،وأيداءأشد منا لحسد
علينا أن نحشد خزانات النوايا الحسنة اتجاه بلدنا من رؤساء، وعلماء ،وسفراء ،وأصحاب تجارب واقتصاديين ،ومستثمرين ،وشعراء ، وصحفيين وأصحاب مبادرات لمواجهة ناشري الكراهية، ورافضي اليد الممدودة لكل حوار.
وعلينا أن نوحد صفوف جميع النوايا الحسنة من شعبنامعنا،من أجل أن يكون هدفنا واضحاوهو : ان الانجازالحقيقي ليسفي عدد هؤلاء الذين قرروا عن وعي، أو جهل ، أو تحامل محاربتنا،ولكن في عددالأصدقاءالذين نجلبهم للترويج لبلدنا،والذين نكسبهم لتسويق انجازاتنا.
انجاذبيتنا الأخلاقية مهددة أقوي من سيناريوهات هؤلاء،لأن القيم المادية الصرفة حلت عندهم للأسف محل الدين والمرتكزالثقافي الصلب بفعل سنوات من السيبة_ الاقتتال الداخلي- ومن الاستلاب ممثلا في الاستعمار ومن يغترب وهم التبعية العمياء له ،وخمسين سنة من ارث أخطاء ارتكبت في حق هويتنا العربية الإسلامية..نحن اليوم ندفع حاضراو مستقبلا ثمن تراكماتها وانحناء اتتجاذبات الضعف فيها بسبب تحكم شرذمة من هؤلاء في الأنظمة الشمولية التي ذهب والي الأبد كسوفها.
كل نداء نوجهه من أجل إطلاق مسارات الحوارالشامل ،يجب أنينبه كل منيسأل من هؤلاء : لماذاالحوار؟
كيف أن الحواروالحرية صنوانقام عليهماهذاالبلد، وكل من يرفض الحوار والحرية فهوأخل بشروط العقد الاجتماعي الذي أجمع عليه كل من سكنوعمرهذه الديار سواء احتضنها أونأي عن قيمها ومثل تواضعها
الحوارمثلا لطقس الذين يتنبؤ ونبه قد يكونون بعيدين من أن يعيشوا تساقطاته المطرية، ولكن الحوارالناجح هوالذي يوفرأصحابه القدرةعلي التأثيرعلي تغييرأوتقريب وجهات نظر كافة الأطراف، وتوفيرالضمانات لمشاركة جميع الفرقاء، ضمن خارطة طريق متفق عليها وواضحة للجميع.
ولكي ندرك مفاتيح الحل لا نجاحه، لن يستطيع الرافضون لمنطق الجلوس علي طاولة الحوار التأثيرعلي السلطة والمجتمع في بلدنا سواء باستعمالهم لغة التهديد ،أو باختيارهم لطرق التحريض والدعاية المبرمجة عن ترصد وسابق اصرار،علي هؤلاء أن يخاطبوا شعبهم من الداخل وأن يتركوا شد الحبل من الخارج، عليهم أن يفهموا أن أسهل الطرق النظر في أعين الموريتانيين ومصالحهم كسبيل للأقناع ،وبناءالثقة، وليس في الجمود علي أفكار معلبة منذ سبعينيات هذا القرن ، أو استنساخ ما ينتج من تقارير كيدية، أو حياكة للمقابلات، أو استخدام للتقنيات الجديدة لتزوير الصور والمؤثرات الصوتية المفبركة فهذه حيل سحرية لم تعد تجدي نفعا.
ان الطريق السليم هو طريق الاجماع الوطني الذي اختار عبر الحوار والانتخابات الشفافة والنزيهة، أهدافا مشروعة، وقواعد شفافة، وآليات مجمع علي سلامتها، والذي انا لنصردائما ليس مجرد شعارات ،وانما هو اقتناع بقدوة، وتجسيد لنهج، وتنفيذ لمخرجات اتق عليها متحاورونا.
بسيط أن نقرأ أكاذيب نسجت في صحف خارج البلد تشتري صفحاتها ،وحملات معوضة تصدرتعليماتها من أشخاص عرفوا بخدمة أجندة أجنبية، لأكثر من دولة ،وهم شركاء لأكثر من جماعة خارجة علي القانون ضالعة في التهريب أو بيع الرهائن أو تخريب البلدان الافريقية ، أو تضليل الشركاء.
لكن الصخرة التي تحطمت عليها دائما كيد هؤلاء هي السلطة القريبة من القلوب، والمقنعة لعقول الملايين والتي هي الحاضر وهي بدون شك ستصنع المستقبل الأفضل.
تلك هي سلطة الاقتراع التي أتت بالرئيس المنتخب محمد ولد عبد العزيز، سلطة أنهت عهودا من الارتباك والفساد، والخضوع لمصالحارث الأطماع في خيرات البلد، وجماعات الضغط التي طالما تلاعبت بثراء تنوعه، وهي سلطة منتخبة وجريئة بنت أمنا واستقرارا، تشد الرحال اليه منذ سنين، في محيط مضطرب يدرك خفاياه كلا من الأعمى والبصير
حان وقت الرسائل التي تقنع ، وآن المرحلة هي مرحلة إنجاح جهود حوار بناء ، وهو ما يؤكد حتمية أفول خطابات التحريض العنصرية، ونشر الكراهية البغيضة.