هيئة الرحمة..بَذْل في محله / خديجة بنت هنون

اليوم تَسُد هيئة الرحمة أحمدو ولد عبد العزيز في عين أهل الطايع و أطار خَلّةَ فقراء سلَبَهم السّيْل المأوى وأقعدهم الجوع على حافة الضياع , فيتذكر الموريتانيون فتى عاش عُمْرا قصيرا بمعيار الزمن, عريضا طافحا بالعطاء ونكران الذات بمعيار الزكاء و البركة .. فتى “سادَ عشيرته أمْرَداَ” كما قالت الخنساء في مرثيتها لأخيها صخر ابن الشريد.
مضى الفتى الخَلوق المرحوم أحمدو ولد عبد العزيز لسبيله المبرورْ وهو عائد من رحلة البذل , لكنه أبقى في نفوس الفقراء والمرضى و المحتاجين ذكْرا عَزّ نظيره , فباتت “الرحمة” صدقة جارية و استمرارا لعمله الصالح تروح وتغدو عليه تحت الثرى وبين الجنادل والتراب .
ثمانون طنا من مختلف المواد الغذائية بالإضافة إلى الأغطية و الأفرشة وزعتها هيئة الرحمة المرحوم أحمدو ولد عبد العزيز في الشمال على متضرري الأمطار , سبقها فعلها المحمود في جنوب موريتانيا وشرقها وغربها و وسطها .. تشهد على ذالك مستشفيات مُنحتْ سيارات إسعاف و مدارس أعطي تلامذتها كتبا وأدوات مدرسية مختلفة ومساعدات كثيرة نالها مستحقوها من فقراء انواكشوط في أحياء البؤس , وغير ذالك من أعمال الخير في كل مناكب البلاد , أعمال خير كانت قد زَرعتْ بذورَها أيادي بيضاء اختارت طريق الخير ومضت فيه حتى النهاية

أربعاء, 07/09/2016 - 08:39

          ​