نحن قوم بلا تاكسي

النقل في انواكشوط وشبكة الطرق بالمقارنة مع مدينتي سين لوي المجاورة في السنغال والداخله بالصحراء الغربية تحت السيطرة المغربية مشين وقبيح ولا يليق بعاصمة تتلمس موقعا تحت الشمس.

كل أحد يمارس التاكسي معلما كان أو دركيا أو رئيس مصلحة أو حتى صاحب مطعم أوصيادا سينغاليا أو مرشحا غينيا للهجرة السرية والجهرية إلى أوروبا رمته صروف الدهر أمام مقود سيارة لجمع "ميه ميه".

5000 آلاف أوقية لليوم وتتوقف السيارة عن العمل. وقد يحصلون عليها جميعا في آن فيتوقفون عن العمل في آن بالنسبة للملاك .

ألوان قلة من سياراتهم صفراء وخضراء بألوان العلم الوطني وكثير منها لالون لها ولا طعم ولا رائحة عدا ميسم وضع بسخف على خد السيارة الأيمن يرمز لتواطئ الفاشلين من شرطة مرور وإدارة مرور واتحاديات مرور .

مقاعدها تنبئ بغد سيء فقد أعدت للجلوس لا للركوب، أعجاز سيارات متهالكة ألمانية الصنع وفرنسية وقليل منها ياباني.

السائح الأوروبي الذي تحدى الإدراج الظالم للبلد في المنطقة الحمراء، يحبها لأنها تذكره بعربات الخيل في أفلام الأبيض والأسود في بلاده، والسائح العربي لايستخدمها إلا لماما، والساكنة تركب في صمت وتنزل بأنين .

لكل مقعد راكبان ولكل سائق حكاية،وإذاعة ومهنة سابقة وريادة في التضلع بفانتازيا ما بعد اتحادية النقل.

سائقون ،كثير منهم رث الثياب منفوش الشعر كريه الرائحة، يتوضأ رياء عند كرفور مدريد ويسيئ حمل الركاب بعد الصلاة، حتى تتحول السيارة إلى علبة سردين. ويكفهر وجهه لمن كان ذنبه أن واصل المشوار (الخط في مصطلحهم) حتى النهاية، وكثير منهم غليظ القول جاهل بأبسط قوانين السياقة؛ لم يشغل ضوء الإلتفات في حياته ويفتقد لأدنى صفات اللباقة.

كبار المدونين يخجلون من دق ناقوس الخطر ويتأوهون خارج الفيسبوك لأن سيارات (بورصة الشمس ) المبتاعة على عجل قبيل صلاة المغرب؛ ألهتهم. أم أن "التخراگ" وهو بالحسانية تخلقك بما ليس فيك وتصاممك عما فيك؛ أخرسهم . وبعدها يقولون لك إن لدينا عاصمة وخدمات !

لا وكلا ولنملك الشجاعة لتسطيرها والصدح بها؛ ليس لنا نقل ولا ناقلون ولا منقولون ، مجرد حركية تعيسة تفرغ الجيب وتكشف العيب وتثير الغيبة.

لو أن في موريتانيا وزيرا بلا وزارة في الحقيقة فهو لعمري وزير النقل بكل بساطة، ولو علم العالم أن شركات التأمين في موريتانيا تؤمن شخصين لمقعد واحد لطردنا حتى من منظمة التعاون الإسلامي.

محطات نقل المسافرين في انواكشوط عنوان للوقاحة المزمنة، ومحطات الشركات الخصوصية إعادة استنساخ لفوضوية "زين لبلاصه " التي قتلت الساحات العمومية وحرمت أطفال الحي من اللعب والعائلات من التفريج ووضعت أمام منزل كل متقاعد في الحي مسجدا وبقالة وكأن مدنيتنا وحياتنا تقتصر على العبادة والتجارة. لا مرافق ولا مطاعم ولا حتى سرادقات ومقاعد لحفظ المنتظرين من لهيب الشمس وزمهرير الشتاء .

حتى الأفارقة العابرون من أوروبا إلى بلدانهم في سياراتهم يتأففون من الدخول إلى انواكشوط ويحفونها غربا وشرقا.

في العالم من حولنا سيارة الأجرة هي أول سفارة للبلد نظيفة جميلة معطرة الداخل ومكيفة في الغالب، سائقها مثقف بزنقات المدينة ومنعرجاتها له هندام نظيف وهيأة مقبولة وعداد واقعي مراقب أو اتفاق مبدئي على سعر توافقي ، يحملك لوحدك ويصغي لك باهتمام، دخله محترم وحقوقه مصونة وفي الغالب يكون وريثا للمهنة عن أبيه، سيارة مرقمة من فوقها وعن اليمين وعن الشمال تعرفها الشرطة والدرك وإذا ضاع بها متاع ردوه إلى المحطة.

وفي انواكشوط عليك أن تكون مايسترو حتى تتقن بيديك إشارات الأماكن فلا تضيع وقت السائق المثير للشفقة ، ليست المهنة مصونة وليس لسائقيها حقوق وتم تمييعها بشكل وبائي .

كل من خرج من موريتانيا لأكثر من يومين يعي صدق الوجع المذكور إلا مكابر، فنحن قوم بلا تاكسي .

حل سلطة تنظيم النقل ووثيقة ألف أوقية التعيسة التي تفرضها على الناقلين التعساء ، ووضع وزارة للتثبيت مكان وزارة النقل وإقامة أشهر تشاورية لإصلاح النقل وليس أياما، واكتتاب مكاتب خبرة دولية. أشياء ملحة لحل مشكل ملح.

 

إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا (من صفحته على الفيسبوك)

خميس, 15/09/2016 - 08:51

          ​