
من المنطقي ونحن في خضم الحديث عن من سيخلف الرئيس محمد ولد عبد العزيز، أن نذكر في عجالة بما شهدته السنوات الماضية من إنجازات كبيرة شكلت نقلة نوعية في موريتانيا ليس في مجال البنى التحتية وعقلنة التسيير فحسب، بل في تحسين صورة البلد على المستويين الاقليمي والدولي.
موريتانيا اليوم وبفضل سياسة الاصلاح التي انتهجها الرئيس محمد ولد عبد العزيز باتت حاضرة وبقوة في مختلف المحافل الدولية، وكانت قيادتها الدورية للاتحاد الافريقي متميزة مثلما نجحت في تنظيم القمة العربية التي كانت استضافتها بمثابة الحلم الذي طال انتظاره.
وليست الانجازات التي شهدها البلد في مختلف المجالات وشملت كافة الولايات والمناطق التي كانت معزولة عن باقي ربوع الوطن وما صاحبها من انفتاح على مكونات الطيف السياسي ومطالب متكررة بضرورة مشاركتها في حوار شامل هدفه نقاش جميع القضايا وإيجاد حلول من شأنها أن تضع حداً لسنوات من التجاذب والاحتقان، كما أن مستوى الحريات الذي أوصل موريتانيا الى أن تصبح الاولى عربيا وإفريقيا في حرية التعبير، جعل من مأمورتي ولد عبد العزيز سنوات عطاء وبذل لم تعشها موريتانيا منذ إعلان الدولة.
واستطاعت الحكومات التي تعاقبت على إدارة شؤون البلاد وإن لم يتمكن بعض أعضاءها من النجاح في المهام الموكلة إليه، أن تبذل جهودا كبيرة في وضع وتنفيذ الاستيراتيجيات التنموية التي تصب في مصلحة المواطنين وخصوصا من اصحاب الدخل المحدود، كما سعت جاهدة الى تطوير المنظومة التعليمية والصحية للبلد رغم التراكمات والمعوقات الكثيرة.
ومما لا شك فيه أن مسيرة الرئيس ولد عبد العزيز كانت حافلة بالانجازات والأحداث الكبيرة التي رفعت من شأن موريتانيا من خلال استضافة مؤتمرات إقليمية ودولية واستقبال زعماء وقادة لم تطأ أقدامهم من قبل ارض المنارة والرباط.
وللأمانة فإن الرجل قد عمل بجد من أجل أن تصبح موريتانيا بلد ذا تأثير على مختلف المستويات واستطاع كذلك أن يعيد ثقة مواطنينا في الخارج بوطنهم حيث باتت المصالح الدبلوماسية تسهر على مصالحهم وتتدخل لأجلهم في الوقت المناسب، وهي أمور من بين أخرى تؤكد بأن موريتانيا لا تزال في أمس الحاجة للرئيس محمد ولد عبد العزيز وتجعلنا نحن كمتابعين نتسائل عن من غيره يستطيع قيادة البلد في الوقت الراهن على الأقل؟.
آتلانتيك ميديا