رغم أن وسائل منع الحمل الحديثة غيرت بشكل جذري حياة المرأة، إلا أنها ليست خالية من المخاطر. ووجدت دراسة جديدة نشرت في مجلة التوليد وأمراض النساء أن اتباع أسلوب منع الحمل من خلال وضع هرمون الليفونورغيستريل الاصطناعي، أو هرمون البروجيسترون في لولب داخل الرحم، قد يترافق مع وجود نسبة أعلى للإصابة بسرطان الثدي لدى النساء. وتم تطوير هذا النوع من اللولب باعتباره وسيلة لمنع الحمل، واستخدم في وقت لاحق بمثابة علاج للنساء اللواتي يعانين من غزارة الطمث، والوجع في بطانة الرحم وآلام الحوض المزمنة. ويعتبر الليفونورغيستريل بمثابة بروجيسترون اصطناعي، أي الهرمون الذي يتم إنتاجه بشكل طبيعي في جسم المرأة، من أجل تنظيم التبويض.
ويسبب الهرمون تغييرات في بطانة الرحم ومخاط في عنق الرحم، ما يجعل من الصعب على الحيوانات المنوية الوصول إلى الرحم، وصعوبة حصول الحمل، بسبب تغييرات في بطانة الرحم، من أجل المساعدة على خفض النزيف. وسلط باحثون فنلنديون في قسم أمراض التوليد وأمراض النساء في مستشفى هايفينكا الفنلندية الضوء في هذه الدراسة، على العلاقة بين استخدام هرمون الليفونورغيستريل داخل الرحم قبل انقطاع الطمث ومعدل الإصابة بالسرطان، وخصوصا عندما يرتبط الأمر بغدية بطانة الرحم (سرطان جدار الرحم).
وشملت الدراسة أكثر من 93 ألف امرأة فنلندية تتراوح أعمارهن بين 30 و 49 عاماً. واستخدمت جميع النساء هرمون البروجيسترون من خلال لولب داخل الرحم، لحل مشكلة الدورة الشهرية القوية بين العامين 1994 و2007.
ووجد الباحثون أن هرمون الليفونورغيستريل في اللولب لم يرفع بشكل ملحوظ من خطر الإصابة بسرطانات الرحم والمبيض، والبنكرياس، والرئة. ولكن، أوضحت نتائج الدراسة وجود ارتفاع في عدد حالات سرطان الثدي، خصوصاً لدى النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 45-49 عاماً، مقارنة بالنساء اللواتي لم يستخدمن هرمون الليفونورغيستريل.
وقال المشرف على الدراسة الدكتور تولي سويني إن عدد تشخيص حالات سرطان الثدي الجديدة بين النساء في فنلندا واللواتي استخدمن هرمون الليفونورغيستريل داخل الرحم لحل مشكلة غزارة الطمث، كان أعلى بمعدل 19 في المائة مقارنة بغيرهن من النساء.