من المتفق عليه في نظام المؤسسات الكبرى أنها تفرض على كل من التحق بها حديثا فترة محددة تختبر بها مدى جديته وقدرته على العمل وما إذا كان يصلح لهذا العمل أم لا ؟ وتعرف هذه الفترة في عرف المؤسسات الكبرى ب"فترة التربص" .
هذا ولما أصبحت السياسة هنا في موريتانيا مهنة مدرة للدخل وأصبحت الأحزاب السياسية تنافس المؤسسات الكبرى في استقطاب الباحثين عن المال والحظ والمكانة فعلى الأحزاب السياسية هي الأخرى أن تضع فترة تربص للوافدين الجدد عليهاوتقيدهم بنظام صارم لمعرفة مدى جديتهم في العمل ومدى إخلاصهم ولمعرفة نسبة ولائهم لذلك الحزب ومعرفة ما إذا كانوا يصلحون للعمل السياسي أم أنهم جاءوا ليأخذوا مكانة في القمة بأقل جهد ممكن.
كما على الأحزاب السياسية أن تفرض على المنتسبين الجدد لها أن يحترموا طابور من سبقوهم في الولاء حتى تظل القيادة لاهل الولاء والاخلاص ولا ينفرد بها كل وافد جديد على النظام همه الحظ والمكانة .
وخير دليل على ذلك ما يحدث الآن في نظام ولد عبد العزيز حيث لاحظ بعض المراقبين أن هناك من أنتسبوا لهذا النظام منذ عهد قريب وهم الآن يريدون القيادة بل لا يرضون بما دون الصدارة، مع أنهم كانوا من ألد أعداء النظام، ولم يلتحقوا به إلا بعد أن تأكدوا من نجاحه على كل المستويات، فعلى نظام ولد عبد العزيز أن يخضع هؤلاء المنتسبين الجدد لفترة التربص وعيلهم هم أن يحترموا الطابور الطويل الذي سبقهم وأن ينتظروا حتى يصلهم طابور المخلصين إن كانوا مخلصين...!