" بكاء وعناق "

أخيرا تنفست أسرة أهل صلاحي الصعداء وعمّ الفرح منزل الأسرة المتواضع فى حي متواضع بمقاطعة متواضعة حين وصل الغائب الذى طال انتظاره يخطوا واثقا من حرية انتزعها ظالمون بين الوطن ودول عديدة استقرت أخيرا فى الولايات المتحدة .

كان الحضور يعبر بأسالبيب مختلفة عن فرحه باللحظة فما بين باك ومحتضن وباسم كان الجو جو فرح وسرور لم ينغصه استقبال شركة الكهرباء بقطعه عن الحي الذى يقع فيه المنزل .

 

لحظة الوصول

 

بعد تجمهر أمام المنزل القريب من " مرصت ولد الحسن " وصل وفد من ثلاث سيارات أولاهما يبدو أنها مدنية فيما كانت الثانية تحمل مدير أمن الدولة المفوض الإقليمي سيدي ولد باب الحسن فى المقعد الأمامي رفقة السائق وفى الخلف يجلس محمدو ولد صلاحي وحده يلبس لباسا أبيض قميصا وسروالا وفضفاضة " صامبله أزبي " وخلف المدير سيارة من الشرطة العسكرية مرافقة للمدير

وجدت سيارة المدير صعوبة فى التقدم إلى الباب حيث لم يرتح المدير للاستقبال الكبير فأشار إلى سائقه بمحاولة فض الجموع وهو ما استعصى عليه فاستعان بالشرطة العسكرية التي لم تستطع ذلك رغم مساعدة الأهالي لها إلا أن الحضور كان أكثر .

نزل ولد صلاحي واثق الخطوة يمشي ببطء بين جموع يبدو لأول وهلة أنه لم يعتد رؤيتها منذو خمسة عشرة سنة على الأقل لكنه مع ذلك ظل محافظا على ابتسامة تعلو محياه يشق الصفوف مصافحا عن إرادة وفي مرات أخري محتضَنا ومسلما رغما عنه فالأهل والأقارب لم يستأذنوه لان

الشوق والحب كانا أقوي من لجنة التنظيم الغائبة .

بعد جهد جهيد وصل الرجل الشاب النحيف إلى منزل ذويه المتواضع ليدخل مرحلة أخري من الصراع بين الصحافة ولجنة التنظيم بسبب مكان إقامة ولد صلاحي المعد له والذي يريد الصحفيون تصوير كل لحظاته وخطواته لتكون الغلبة للصحفيين بعد تدخل محفوظ ولد الوالد وتنظيمه للحضور وإصراره على إدخال كل الصحفيين للقيام بأعمالهم .

لحظة الحقيقة

بعد وقت بدأت العائلة فى الدخول على محمدو ومصافحته حيث دخلت الأخوات والإخوة والأقارب ليكون البكاء والعناق سيد الموقف مخلوطا بكلمات الحمد والشكر والثناء على جمع الشمل بعد طول الغياب

يتفحص محمدو وجوه الحاضرين وبكاء الباكين ويستمع لأصوات من لم يستطع الدخول لكن لحظة حقيقة أخري كان وقعها أقوي تقول بلسان الحال إن الحب الحقيقي لن يحضر لقد غيبها الموت قبل حضورك بعد أن اشتاقت للقائك وابيضت عينها من الحزن علها تجد ريحا منك فكان الموت أسرع من طائرات الهيلوكوبتر ليختطف الوالدة قبل وصول ابنه بسنوات

يصافح محمدو كل الحضور ويعرف أغلب من حضر بأسمائهم وأشكالهم من الأقارب والأهل ويصافحهم ببسمة لا تفارق محياه

شكر لكل الموريتانيين.

 

بقلم احمد يوسف

ثلاثاء, 18/10/2016 - 09:49

          ​