أذى بدون صدقة!

لنكن صادقين مرة واحدة، لا أحدَ ولا جهة بإمكانها إطلاقاً أن تمنّ على المهندس محمد ولد صلاحي إطلاق سراحه؛ فالولايات المتحدة الأمريكية قررت بمحض إرادتها أن تفرج عنه بعد خمس عشرة سنة من ظلمها المستمر له، ولم يكن لأي منظمة ولا أي شخصية ولا أي حكومة تأثير من أي نوع على قرار الحكومة الأمريكية، لأنها ببساطة لا تستمع أصلاً لمثل تلك المنظمات، ولا تزن وزناً لأي حكومة، ولو كانت تفعل لأطلقت سراح الرجل من أول يوم، ولو كانت تهتم بأصوات منظمات حقوق الإنسان لأغلقت السجن نفسه منذ سنوات، لكنها لا تفعل، وإنما هناك أوضاع داخلية جديدة في الولايات المتحدة تفرض عليها التمهيد لغلق سجن غوانتنامو، وقد استفاد ولد صلاحي من هذا الظرف ليس إلا، رغم أنه بريء أصلاً وقد اعترف القضاء الأمريكي نفسه بذلك منذ سنوات عديدة.


أما دور الحكومة الموريتانية فكان مجرد قبول استقبال الرجل وهو إجراء روتيني تطلبه الحكومة الأمريكية من أي حكومة في العالم تريد أن تسلم لها أحد مواطنيها المعتقلين ظلماً في غوانتنامو.. وإن كان صحيحاً أنه بدون قبول استقباله فسيضطر الرجل لوجود بلد آخر مستعد لاستقباله لاجئاً، ولكنه -مع ذلك- يظل إجراءً شكلياً، وفوق ذلك واجباً وطنياً وقانونياً لا يمكن التنصل منه..


كفاكم مناً على الرجل وأسرته بشيء لم تفعلوه، فحتى الصدقة التي يتبعها أذى مذمومة ورخيصة، فما بالكم بمنًّ من دون صدقة؟!

#صلاحي_حراً

 

بقلم:محمد ولد اندح

ثلاثاء, 18/10/2016 - 09:55

          ​