تدويل الشرائح ..ربح أم خسارة؟

بالأمس flam واليوم ira حركتان من ضمن الفسيفساء الإجتماعية المتعددة الأعراق ولئن تقاربت جذورهما التاريخية في النشأة وتقاطعت في بعض القضايا إلا أنه يجب على معتنقي هتين الأيدييولوجيتين أن يدركوا حقيقة واحدة وفريدة أن تدويل الأزمات أو القضايا الوطنية ماهو إلا بداية لإنهيار الدولة المركزية وإنحطاطها وتفككها وتقاسمها حسب مصالح الدول العظمى والشركات العابرة للقارات ،وما من أزمة دولت إلا و أفل معها نجم الدولة المركزية ،فالتدويل يعني تحكم قوى خارجية في الشؤون الداخلية للدولة وإدارتها بصفة غير مباشرة من القوى الإمبريالية حسب المصالح ونهب خيراتها وتقاسم ثروانها وأراضيها سوريا ،مالي ، ليبيا ،النيجر ،العراق ،لبنان ...من يحكم من في هذه الدول اللادول ؟


إستغربت من بعض المدونين يحتفل بمؤتمر في باريس حول العبودية وهو في حالة نشوة غير عادية حسب تغريداته ،أقول لهؤلاء وأولئك أن فرنسا القدوة والرائدة و مهد الفكر التنويري هي نفسها إستعبادية ، شرائحية ، عنصرية مازالت تتحكم في مستعمراتها بصفة غير مباشرة ، تستخدم التمييز بين سكانها ،المنحدرون من أصول عربية وإفريقية لا يعاملون جنبا الى جنب مع الفرنسيين الأصليين ،فرنسا شرائحية حتى في الدين واللون والعرق ...الى أولئك القصر فكريا ، التدويل هو موت الدولة المركزية ومركزية الدولة ، ولكن على السلطات القائمة أن يكن لها من الإدراك مايجعلها تحتوي على كل المشاكل والقضايا الوطنية و تعالجها علاجا شفافا لاينجب من يحمل مثل هكذا أفكار .


إذن التدويل ربح للقوى العلمية المتصارعة على النفوذ والأسواق والمواد الأولية ، وخسارة لأتباع الغرب وعملائه لأنهم سيفقدون الحياة الكريمة التي يهدف لها كل إنسان كريم.

 

محمد ولد سيدي 

[email protected]

أربعاء, 19/10/2016 - 08:10

          ​