خمس سنوات على رحيل القذافي

اليوم يطوي الليبيون صفحة عام جديد، بعد "ثورة" الناتو وإخوانه على دولتهم التي كانت عامرة، يأتيها رزقها رغدا، ككل دول العالم.. عام خامس يجر معه خيبات الأمل، وسوء المنقلب، بعد كل هذا الدمار الذي حاق بالبشر والشجر والحجر، حينما توهموا أن فجرا جديدا سيطل عليهم من تحت حراب الناتو، ولحى شيوخ الفتن، وتجار الحروب.

كانت ليبيا واحة أمن، ومركزا لصناعة القرار الإقليمي والدولي، وقطب الرحى في الوطن العربي وإفريقيا والعالم الثالث، قبل أن تتحول على أيدي عصابات اللصوص والقتلة إلى حلبة للصراع على المكاسب والمغانم، صراع تذكيه أطراف دولية وإقليمية، تشترك معا في هدف واحد، وهو تحويل ليبيا إلى رقعة من جهنم تتلظى على هذه الأرض.

لد تحولت ليبيا الآمنة إلى مصدر قلق للجيرة والأقربين، لدرجة أن دولة كتونس اضطرت لبناء جدار أمني على طول حدودها مع الجارة التي كانت مصدر أمن ورخاء ورفاه لجنوب تونس، واضطرت الجزائر لتجنيد 6 آلاف دركي لحماية حدودها مع الدولة التي حطمت الحدود وفتحت أرضها برحابة أمام كل العرب.

رحم الله القذافي فقد اختاره المولى إلى جواره، حتى لا يعيش معنا فصول هذه المأساة التي تسمى مجازا "ثورة 17 فبراير" وما هي بثورة ولن تكون.

فنم أيها الفارس قرير العين، فقد أديت رسالتك على هذه الأرض، وقمت بالواجب، وناديت لو أسمت حيا، ولكن لاحياة لهؤلاء.

أمرتهمو أمري بمنعرج اللوى   فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد.

نم فستذكر الأجيال القادمة وتلك التي تليها عظمة دورك التاريخي، وكيف أن واحدا من أبطال التاريخ مروا من هنا ذات يوم، وحفروا ذكرهم الطيب على كل صخرة من جبال وطننا الكبير.. فكنت واحدا من هؤلاء بل وأجلهم قدرا وأعظمهم منزلة في النفوس..

عن البديل  

خميس, 20/10/2016 - 08:43

          ​