
كان خطاب رئيس الجمهورية، محمد ولد عبد العزيز، لدى إشرافه على حفل اختتام جلسات الحوار الوطني الشامل مساء الخميس؛ بمستوى تطلعات الموريتانيين الوطنيين الشرفاء، الغيورين على وطنهم والرافضين لأجندات القوى الخارجية الخبيثة.
لقد دخل الرئيس ولد عبد العزيز ـ مجددا ـ التاريخ من أوسع ابوابه؛ فبرهن على وطنيته العالية وتشبثه الراسخ بمثل الديمقراطية وإيمانه بالمصلحة العليا للوطن، وبتغليب إرادة الشعب باعتباره المرجعية الاولى والأخيرة للشرعية الدستورية المقدسة.
بخطابه الأخير، أطلق ولد عبد العزيز رصاصة الرحمة على خطاب ونهج دعاة الفوضى وزبانية الاجندات الأجنبية المعادية لكل ما هو أصيل في هذا البلد؛ والرافضة لاي بروز جدي لموريتانيا في عالم متغير تحكمه مصالح القوى الكبرى عبر استغلال من يسخرون انفسهم لخدمة أجنداتها لقاء تعويضات نفعية وامتيازات مادية ومعنوية آنية؛ كي تجعل منهم وقودا لنار الفتنة والحروب الاهلية والصراع على السلطة.
قطع ولد عبد العزيز الطريق على مروجي أكاذيب مأمورية ثالثة، واستخلاف في الرئاسة، وغير ذلك من ترهات التضليل والتلفيق التي أفلست وولى زمانها منذ تغيير الثالث من اغسطس 2005؛ وما تلاه من إجراءات تصحيحية موفقة سنة 2008، و 2011 وصولا إلى حوار 2016 الوطني الشامل.
لقد برهن الرئيس محمد ولد عبد العزيز على صدق التزاماته، وعلى تقيّده الثابت بترتيبات القانون الأساسي للجمهورية؛ وفوق ذلك اثبت إيمانه بهذا الشعب وحرصه على المصلحة العليا للأمة بعيد عن المزايدات السياسية والتجاذبات المصلحية الضيقة..
فأكد بجلاء ووضوح أن من مصلحته الشخصية تعديل مواد الدستور ذات الصلة بالماموريات الرئاسية؛ مبرزا أن مصلحته الشخصية الحقيقية تكمن في المصلحة العامة لجميع الموريتانيين دون استثناءا ولذا فقد قرر استشارة الشعب في استفتاء وطني شامل، حر وشفاف؛ حول ما يريد أن تكون عليه الجمهورية الإسلامية الموريتانية كدولة ذات سيادة تفرض احترامها على الجميع.. القوي قبل الضعيف وتدافع عن مصالحها الوطنية الكبرى بإرادة شعبها بعيدا عن أية ضغوط أو إملاءات خارجية.
جاء خطاب رئيس الجمهورية في ختام جلسات الحوار لينزل كالصاعقة على طبقة سياسية مهزورة تعودت المتاجرة بدماء الشعب الموريتاني وارتهنت هذا الوطن على مدى أكثر من نصف قرن من الزمن.. طبقة سياسية عفا عليها الزمن وأكل الدهر على خطابها وشرب.
هكذا سجل الرئيس ولد عبد العزيز بأحرف من ذهب، على سجل التاريخ المجيد لهذا الوطن، أنه أول رئيس ينتخب لمأموريتين متتاليتين ثم يترك السلطة بطيب خاطر رغم شعبيته التي لم تفتأ في تزايد مستمر.. إنها الأمانة والوفاء من قائد فريد لشعب وجد فيه ـ بعد طول انتظار ومعاناة ـ حامل هم الجميع ورافع راية العدل والمساواة والتنمية الشاملة المستدامة، وحامي حوزة الوطن ومقدساته وسيادته وكرامته.
فهنيئا للرئيس محمد ولد عبد العزيز وكل التحية والإجلال لجميع الوطنيين الأحرار الذين أبهروا العالم بمخرجات حوار من ارقى الحوارات الوطنية السياسية في العصر الحديث.
وعاشت موريتانيا متصالحة مع ذاتها، حرة مزدهرة على طريق النماء والبناء والتقدم.
اتلانتيك ميديا