على موريتانيا أن تحذًر رعاياها في فرنسا والولايات المتحدة!

يبدو أن حكومتي فرنسا والولايات المتحدة لا تزالان تنتهجان سياسة الكيل بمكيالين تجاه موريتانيا، بل إنهما تحاولان حشر بلادنا في الزاوية، بعد أن فقدوا البوصلة التي كانت تمكنهم من إدارة البلد حسب أهوائهم.

ما لم تدركه فرنسا وربيبتها الولايات المتحدة لحد الساعة هو أن موريتانيا باتت بلدا ذا سيادة لا تتأثر قراراته بنفوذ الغرب ولا تدخلاته "الملغومة" في الشؤون الداخلية لبلدان العالم الثالث.

موريتانيا اليوم وبعد أن أصبحت عصية على مؤامرات الغرب، بات شغلهم الشاغل هو محاولة بث الشائعات المغرضة تجاه أمن البلد واستقراره وإنجاز تقارير فاقدة للمصداقية تصدر من حين لآخر من طرف جهات مجهولة قصد زعزعة أمن البلد والتأثير على تماسكه الاجتماعي.

فليست تحذيرات فرنسا ومن قبلها الولايات المتحدة لرعاياهم في موريتانيا من وجود عمليات سطو منظم بنواكشوط، وما سبق ذلك من تقارير "مزيفة" تشير إلى وجود خلايا إجرامية نائمة قد تجعل من البلد مهددا بعدم الاستقرار، سوى محاولات يائسة من الدولتين للضغط على النظام الموريتاني انتقاماً لبنتهم المدللة إسرائيل، حين فشلوا في ذلك بالضغط بوسائل مختلفة.

فعلى الرغم من أن أوربا التي عانت لعقود من تبعات الهجرة السرية والجريمة العابرة للحدود، قد تنفست الصعداء منذ وصول الرئيس محمد ولد عبد العزيز إلى سدة الحكم، من خلال انتهاج موريتانيا لمقاربة أمنية ناجعة وضعت حداً للجماعات المتطرفة ومكنت من السيطرة على سيول الهجرة الجارفة، وهي المقاربة التي جعلت موريتانيا من خلال الدور الذي تعلبه المؤسسة العسكرية والأمنية الأكثر استقرارا في المنطقة إن لم نقل في العالم بأسره، ما انعكس إيجاباً على الجانب الآخر من الأطلسي، وهو ما يستحق التثمين والشكر بدل العكس!  

فلا شيئ يدفع الدولتين لتحذير رعاياهما في موريتانيا، وهما من تعيشان يوميا على وقع التفجيرات والاغتيالات العنصرية وبدم بارد، في حين ينعم شعبنا بالأمن وراحة البال تماماً كما هو الحال بالنسبة لجميع الرعايا المتواجدين على أرض الوطن، ومما يؤكد أن تخوفات فرنسا والولايات المتحدة لم تكن في محلها وليست عادلة بالمرة هو تناسيها لبؤر التوتر والانفلات الأمني، فلماذا لا تصدران بيانات مشابهة لرعاياهم الموجودين في اليمن وليبيا ودول إفريقية أخرى يعتبر الاقتتال فيها سمة غالبة؟.. أليس في الأمر ما يثير الحيرة والاستغراب؟!

إن تحدثنا بلغة الواقع فإنه كان حري بالسلطات الموريتانية ممثلة في وزارة الخارجية أن تطالب رعايانا في الولايات المتحدة وفرنسا بأخذ الحيطة والحذر، بل وترحيلهم إلى أرضهم الآمنة والمستقرة، خوفا على سلامتهم في دول لا تحسن سوى كيل التهم جزافا وهي التي تعاني في عقر ديارها من تهديدات لا حصر لها، وتقتات على خيرات بلدنا دون أن نجد لذلك جزاء ولا شكورا.

 

آتلانتيك ميديا

اثنين, 31/10/2016 - 13:53

          ​