الرئيس الامريكي الحالي في حفل عيد ميلاد باذخ بطنجة سنة 1989

امتلأت طنجة برجال الأمن المُوزّعين على شوارعها بشكل مكثّف..حراسة مشدّدة أمام فندق سولازور المطلّ على شاطئ "البلايا"، ووجوهٌ توحي بأن أصحابها يرفلون في النعيم تلج الفندق أو تغادره.

المشهد العامّ يوحي بأن أمرا جللا يحدث في المدينة، وبأنّ هناك ضيفا خاصّا جدّا يزورها. والحقيقة أن الأمر لم يكن يتعلّق بضيفٍ واحد، بل بأكثر من 600 ضيف من طينة خاصّة.

أمّا سبب حضور كل هذا الجمع من الأثرياء والسياسيين والفنانين فقد كان احتفال الثري "مالكولم فوربس" بعيد ميلاده السبعين، في قصره الخاصّ بحيّ مرشان؛ أما تاريخ الحدث فهو 18 غشت سنة 1989.

وما لم ينتبه إليه أحد آنذاك أن من بين الضيوف المدعوّين كان هناك شخصٌ سيختاره الأمريكيون سنة 2016 كي يقود بلدهم كرئيس.. شخصٌ يدعى "دونالد ترامب".

من بين الحاضرين أيضا كان هنري كيسنجر وزوجته، وإمبراطور الإعلام روبرت مردوخ، وجيمس غولد سميث، وخوليو إغليسياس، وأشخاص من العائلة الملكية بالمغرب، لم تكشف أسماؤهم.

يروي الكاتب "لين فينليصن"، في كتابه "طنجة..مدينة الحلم"، بعض تفاصيل هذا الاحتفال قائلا: "تمّ، في هذا الحفل الباذخ، طبخُ حوالي 600 دجاجة، و1500 بيضة تمّ سلقها، كما تمّ توزيع 2000 قنينة نبيذ على الضيوف الذين بلغ عددهم 700 شخص".

ويضيف الكاتب ذاته: "وصل ضيوف بواسطة طائرات كونكورد وبوينج، ووصل آخرون عن طريق يخوت خاصّة فخمة"، دون أن يكشف طريقة سفر دونالد ترامب بالذات.

وعن ظروف الحماية الأمنية واصل الكاتب ذاته شرح الوضعية آنذاك ساردا: "كانت الطريق من المطار إلى فندق سولازور غاصّة بالقوّات الأمنية لحماية الضيوف الذين تبلغ قيمتهم مجتمعين حوالي 40 بليون دولار".

كانت هذه أول زيارة لدونالد ترامب إلى المغرب رفقة زوجته إيفانا، وقد ظهر في صورةٍ وهو يحادث الثري فوربس (1919- 1990)، وفي أخرى وهما يلوّحان معا لأشخاصٍ مفترضين لا يظهرون في الصورة، بينما ظهر في ثالثةٍ وهو يجالس ضيوفا آخرين حول مائدة الطعام، متحدّثا بحماسٍ يوحي بأن طريقته في إحداث الجلبة من حوله لم تتغيّر كثيرا.

زيارةٌ مرّت عليها 27 سنة، تلتها أخرى سنة 1992، عندما استدعى الملك الراحل الحسن الثاني مجموعة من رجال الأعمال الأمريكيين، لكنهما لم يكونا كافيتين على ما يبدو كي لا يخلط دونالد ترامب بين المغرب والمكسيك في "الفيديو" الدعائي الشهير.

هسبريبس

سبت, 19/11/2016 - 10:18

          ​