تنتقل عملية الادراك من الجزء إلى الكل وفق الزاوية التي يتم منها تحديد النظرة.
وحين تكون في منتصف الشيئ فأنت لا تدرك سوى جزئيات منه، وتفوتك جملة من الحيثيات التي تهمك، تلك النقطة التي تشغلها أنت، لأنك جزء من ذلك الواقع، ويتشكل الواقع في بنية الوجود عن طريق اللغة الطبيعية التي تجمع لك طرفي المكان والزمان، فهما متطابقان تطابق الادراك والواقع، ولا يمكن إدارك أحدهما منفصلا عن الآخر، هنا.
فلكي تدرك الاشياء يجب أن تبتعد عنها، فما دمت في وسط الشيئ فأنت جزء منه، ويستحيل أن تدرك ماهية أنت جزء منها،
وحين تبتعد فإن ذهنك يبدأ في رسم الشكل الحسي لذلك الشيء الذي تقصده بحسك..وحينها تبدو لك زاوية جديدة من الرؤيا كانت مغلقة، وهي التي تبدأ منها في الاحصاء والتصنيف.
وبعد ذلك تبدأ البنية التصورية في تمييز الأشياء وفق الأعتبارات الشخصية، والميول المعرفي والثقافي.
فيتشكل الواقع، بنية نهائية لا تقبل للتفكيك في مساحة المألوف، حيث تجد أكثر من مبرر لكونها كذلك.رغم أننا أصبحنا على علم بتشكلها في الذهن ..
ديدي نجيب