وداعا "لكلاسيكو"

تتجه أنظار العالم بعد قليل إلى ملعب "الأرض الجديدة" كامبنو، لمتابعة مباراة جديدة تجمع الغريمين التقليدين، في لقاء ناري متجدد، يضم نخبة من النجوم العالمية، من لاعبي الكرة.

سيأتي الجمع بقناعته ورؤيته، ليشاهد فريقه الأول، وسيأتي من يريد رؤية الصراع والمتعة والفرجة، وسيغيب من له علم بتاريخ لكلاسيكو وعلى علم بحقيقة ما سيحدث هناك.
إنه شيئا اسمه القناعة يتشكل بالتلقاء في صميمنا لا نملك له ردا، وأحيانا نكابد من أجل بنائه، فيخوننا الشعور وتأبى النفس، وأحيانا نوفق في تلك العملية.
في أعلى مستوى من مستويات اللعبة على مستوى العالم، مباراة جديدة تجمع الغريمين التقليدين، في لقاء ناري متجدد، يضم نخبة من النجوم العالمية، من لاعبي الكرة.حقيقة شعورية وخاصة نفسية عميقة لا تنصف العقل، ولا تجد مكانا للجدل، وتتلون رؤية صاحبها بضباب قوي يغشيه عن الواقع.
لم أمنع نفسي من متابعة مباريات كرة القدم لكني لم أعد أجد ما كان يشدني لذلك؛ حيث سيمثل "مشهد الكلاسيكو" اليوم أول مباراة هامة لفريق برشلونا تفوتني بالقصد منذ ما يقارب أربع عشرة سنة.
أربعة عشر عاما قضيتها أتابع تموجات الفريق الكتلوني بكل شغف، كنت أشجعه بكل نبضات قلبي، وحتى وأنا خارج العاصمة اتابع المباريات من خلال التعليق الاسباني، كانت راديو اسبانيو تبث مباريات الدوري الاسباني، وتخصص معلقا للبرشلونة اسمه "خرمان كرسيا" وآخر للنادي الملكي اسمه "انطونيو" وكان من بين زملائنا فكاهيا يقلدهما حتى تتيقن أنه يتكلم بالاسبانية على جهله بها.
كانت كرة القدم متاهة من الجمال تولد في المساء، وتخالف كل شيئ مألوفا، لا تشبه شيئا غير العجب.
وكانت فرقة كتلونيا تعزف ألحانها مرتين في الاسبوع..وناتيها لنضحك، نتمتع نمسك بأعيننا طبقات من الخيال الفني والمستحيل العادي.
ويختلف الناس في وصف كرة القدم فبعضهم يرى أنها أحد عشر رجلا يتدافعون في جعل الكرة تدخل مرمى منافس يعادلهم في العدد، في حين يرى بعضهم أنها ليست لعبة رياضية بل هي امتحان نفسي وشعوري يجعل الانسان في مواجهة نفسه، ويفرح ويحزن بلا وعي، وهو يتابع واقعا وأحداثا ومشاهد لا يجمعه بها مكان ولا زمان، ولا اي اعتبار.
تركتنا كرة القدم وتركناها بفعل منطقها الذي لا يعترف بقيمة ولا بارقام ولا بتاريخ.
أبدت لعبة المستديرة إلا أن تكون جزءا من الواقع الذي نقبع فيه، هذا البناء المتناقض الذي لا يستقر على حال.

ديدي نجيب

أحد, 04/12/2016 - 12:24

          ​