
الفسادلغة مصدر فسد.اي بطل واضمحل وعكسه صلح ،والفساد البطلان،ففي الحديث الشريف،الا وإن في الجسد مضغة إذاصلحت صلح الجسدكله وإذافسدت فسد الجسدكله).ويطلق علي الجدب والقحط ،قال تعالي:-(ظهرالفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون:-)،ويطلق ايضا علي الطغيان والتجبر:-(الذين لايريدون علوا في الارض ولافسادا:-)وقد يأتي بمعنى الحرابه-(إنماجزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فساداأن يقتلواأويصلبواأوتقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الارض ذالك لهم خزي في الدنياولهم ولهم في الاخرة عذاب عظيم:-).....
وأما اصطلاحا:فهوإساءة استعمال السلطة العامة والوظيفة للكسب الخاص سواء بطلب أوقبول رشوة أوابتزاز لتسهيل عقدأوإجراء طرح مناقصه أو امتياز.أوباستخدام أساليب المحسوبيه أوالزبونيه أو المحاباة أوالوساطه أوتبذيرالمال العام أوالوقت الرسمي أوإفشاء السر المهني أوالتهرب الضريبي او غياب المساءله والعقوبه والمكافأة.كماقديكون بسوء توزيع الثروه وأختلال توفير الخدمات الاساسيه
وقد ظهرت انواع الفسادالاداري والمالي والسياسي.وحتى الدينى والاخلاقى في المجتمعات منذ قديم الزمن
وهكذاكانت رسالة الانبياء والرسل تصب في إصلاح شأن الإنسان في علاقته مع خالقه من جهة وعلاقته مع نفسه وأهله ومجتمعه من جهة اخرى:-(إن أريد إلا الإصلاح ماستطعت وماتوفيقي إلابالله عليه توكلت وإليه أنيب:-).:-(وزنوابالقسطاس المستقيم ولاتبخسوا الناس أشياءهم ولاتعثوا في الارض مفسدين:-). وقد تواطأت الاديان والاعراف والدساتير والقيم الاخلاقيه على تحريم الفساد بأشكاله المختلفه وانواعه المتعدده.قال تعالي:-(ولاتفسدوا في الارض بعدإصلاحها:-). وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الارض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء..... ومن يغلل يأتي بماغل يوم القيامه..
وقدلعن صلي الله عليه وسلم الراشي والمرتشي:
كماكانت الحقبه المحمديه والخلافة الراشديه مثالا للعدل والمساواة ومكافحة الفساد والرشوه
والفساداليوم ظاهره عالميه متفشيه لها آليات وتجليات ومافيهات تهيمن على الدول والمجتمعات تتقاطع وتتآزر مع امبراطوريات المخدرات والعنف والتطرف والجريمه المنظمه وغيرها من قوى الشر مما كان له سيئ لاثر على الشعوب التي انقلبت منظومتها الاخلاقيه وفشا فيها الظلم والطغيان وانتشر الجهل والتخلف والبطاله وانعدام الوعي...
وبذلك توقفت او كادت تتوقف عجلة التنمية في كثير من البلدان وثارت الشعوب واشتعلت الحروب الاهليه والفتن في بعضى المناطق...
وتعددت بؤر التوتر ....ومادام العالم اصبح قرية كونية في ظل التطور التكنلوجي المذهل فان موريتانيا لم تكن في منأ عن تلك الموضةوقد عانت هي الآخرى من تبعات ذلك الا أن الوثبة الشجاعة لفخاة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز الذي وقف سدا منيعا بإرادة فلاذية وعزم لا ينثنى وفي وقت مبكر ضد الفساد وشن حربا لاهوادة فيها ضد سرقة واختلاس اوتبذير المال العام وهي الاستراتيجية القائمة عىلى عقلنة التسيير والصرامة والرقابة الفعالتين اضافة الى اصلاح القضاء وضمان استقلاليته وقد اعطت تلك الاجراءات أكلها ضعفين حيث استرجعت اموال طائلة وتم القبض بيد من حديد على المتهمين بنهب الثروات والموارد الوطنية.... وهكذا انعكست هذه الحملة ايجابا على البلاد خاصة الشارائح الهشة اضافة الى الامن والاستقرار ناهيك عن جو الحريات وورشات التنمية ،: الصحه التعليم المياه والكهرباء البنى التحتية والاساطيل البحرية والبرية والجوية ....... ولن نختم. هذه الكلمة قبل ان نهيب بكافة المسؤلين الجهويين وكذا المنتخبين وكل القوى الحيه لشد الاحزمة والتشمير عن ساعد الجد المواكبة قطار حملة مكافحة الفساد ودرع وقاية التنمية والبناء وذلك بانتهاج العقلنة في تسيير وترشيد الوسائل وحسن اداء الخدمات طبقا لقواعد العدالة والمساوات والانصاف . وبالله التوفيق
محمد الامين ولد تاتاه