الشتاء و الحب

لقد داهمني الشتاء و باغتني الحب و فاجأني معطف أهداني إياه أحد المسالمين البارحة، في الحقيقة لا جديد، نحن نكبر و تشيخ أحلامنا على طرقات الكفاح، مثلا وددت في طفولتي لو أصبحت مهندسا، و وددت في ريعان مراهقتي لو صرت طيارا، و في هذه اللحظات لا أود إلا البقاء في خانة الأحياء، طلبت مني معلمتي مرة في الصف الثاني أساسي رسم فراشة فرسمتها هي، كانت فتاة رائعة تشبه حليبا دافئا في صباحات ديسمبر، أعتقد أنها شاخت بدورها، تذكرتها اليوم في مكان لا يتضامن مع تلك الذكريات، لا أدري الروابط المشتركة بين الصحراء و الحنين، و لكني أصبحت أشتاق إلي أمور لا تصب في اتجاه واحد و أفتقد أشخاصا لا يصنفون ضمن تيار واحد،، أفتقد الكثير من الأحلام التي ضاعت في زحمة العوائق و تبعثرت في مهب رياح التمنع، و مع ذلك أصر على الوقوف أمام الواقع غير عابئ بالحكومة و لا بالمعارضة و لا حتى الشعراء.
لا أخشى الموت بقدر ما أخشى الحياة، الحياة تبعثرنا كما تشاء، لو أرسلتم لي بعض 'أخريرات' و وزعتهم أنا بطريقتي على هذا الميدان سيؤمنون أن خير وسيلة للنجاح بعد التوكل هي العمل، أعتقد أني قلتها سابقا؛ السماء لا تمطر دولارات و لا فتيات جميلات و القصائد لا تبني الدول و المقامات المنمقة في طمس الحقيقة لا تقمع الطموح، تمنيت السفر عبر الزمن إلي 2200 لأشاهد موريتانيا في تلك الأيام، أعان الله أحفادنا، سيرقصون على ألحان مصائبنا و مخلفاتها، نحن لا نقتنع بالمشاكل حتى تحاصرنا و لا نعرف روعة العدالة إلا عند ساعات الظلم و القهر و الغبن، الديمقراطية دون خبز تشبه عروسا دون عريس، و الخبز دون ديمقراطية ك iphone دون شاحن، حاولت طوال عامين متتاليين تشخيص الواقع عبر هذه الكتابات كما حاولت دائما مغازلة الحقيقة من منظورك أنت، أيا كنت، و ليس من منظوري أنا، فعلا قد أكون أخطأت و جل من لا يخطئ، عفا الله عنا و دعاة الفتنة و الزواج و صحافة الزعيم.
جمعتكم مباركة و احترسوا من البرد و الرياء.
11:52
Mohamed
Mine Zone

جمعة, 16/12/2016 - 12:03

          ​