ما الذي أنطق "شباط" في كانون الأول؟

إن التصريحات التي جاءت على لسان الأمين العام لحزب "الاستقلال" المغربي، حميد شباط، خطيرة ولا تخدم المملكة المغربية، كما لا تضر موريتانيا، ولكنها كذب على التاريخ وعداوة للواقع وتجريح لقائلها واتهام لصدقه فلن يأخذ كلامه بعد اليوم على محمل الجد، فقد أثبت من خلال هذه التصريحات أن له تاريخا مثيرا توحي به خرجاته الاعلامية ومواقفه الجريئة و المثيرة، التي ما فتئ يفرقها بين الفينة والأخرى.

إن أول من يجب أن يتصدى لهذا الشباط هو المملكة المغربية نفسها، فعليها  أن تضع حدا لهذا السياسي المثير وإلا فإن صمتها يعني تبنيها لأفكاره و وقوفها إلى جواره، وذلك قطع لحبل الوفاء والإيخاء مع شقيقتها موريتانيا، وحينها فإن الأحزاب السياسية والصحافة الموريتانية لن تسكت على هذه الاهانة، وسترد له الصاع صاعين.

لقد ظلت موريتانيا ـ وستبقى ـ دولة مستقلة قوية لها حدودها الجغرافية المعلومة، ولها  قواتها المسلحة وقوات أمنها القوية ومخابراتها الخارجية والداخلية التي تلعب على حمايتها وتسهر على حفظها من جميع الحدود وتتميز موريتانيا بذلك من بين الدول المجاور لها، ولا ينازعها أحد في أمرها، ولا غرو إن رمى إليه حاسد بعين الظنون لما يسود فيها من أمن واستقرار، رغم ما يثار في محيطها القريب من غبار العداء والصراع الخشن البين ، ولا أحد كان يظن أن الدول الشقيقة والمجاورة لموريتانيا كانت ستفتح ذراعيها لأعداء موريتانيا، أو تقبل من بين أبنائها من ينال موريتانيا بكلمة سوء .

 

كما أن علاقة موريتانيا بالدول الجوار علاقة حسنة وقد ظلت كذلك وهي ضاربة في أعماق التاريخ وليست موريتانيا في حرب ضد أي دولة أو أي جهة ما، لكنه كما لا يجوز لأي صحفي أو سياسي موريتاني المساس من المملكة المغربي أو من مثلها، أو من مثل غيرها من دول الجوار كذلك لا يجوز للسياسي المغربي حمايد شباط  ولا لغيره أن ينال من موريتانيا أو أن يكذب في حقها كذبة يكفلها التاريخ، فعليه إن أفاق من سكرته أن ينظر في قوله ، هذا إلى جانب الهجوم الذي تتلقاه موريتانيا من السياسيين والصحفيين المغاربة في أغلفة من التلميح، فهو أمر غير مقبول .

وتبقى موريتانيا أكبر من أن يمسها لسان شباط أوغيره من شهور السنة المغربية، كما أنه على بعض الصحافة المغريبة الانضباط والاحترام لمكانة الدول الشقيقة، فنحن على يقين بأن العلاقات بين المغرب وموريتانيا، ستبقى تبنى على الود والاحترام رغم كل الأصوات التي تعالت لضرب هذه العلاقة وجعلها عرضة للضياع

ديدي نجيب

أحد, 25/12/2016 - 11:52

          ​