. توأم سيامي ينتظر من يفصل بينهما

بِصبْرِ المؤمنة بقضاء الله وقدره، خيْره وشرِّه، تُواجه السيدة خديجة سلمون، مُعاناة حلّت بها منذ أزيد من خمسة شهور، حينما انتهى حَمْلها الثاني، على وقْع إنجابِ توأم سيامي، ذكر، ملتصق على مستوى البطن، في مستشفى مدينة العرائش.

 

يومَ أنجبت خديجة توْأمها في العرائش لم ترَه، ولمْ تكنْ تدري أنّها أنْجبتْ تأوماً سياميا، إلى أن وصلت إلى مستشفى الأطفال "ابن سينا" بالرباط، الذي تمّ نقلها إليه على عجل، لكون مستشفى العرائش غيرُ مؤهّل وغير مجهّز لاحتضان حالة ولادةٍ من هذا النوع.

 

عندما وصلتْ خديجة إلى الرباط، وكانَ الشوق يملأ قلبها، لرؤية توأمها، انقلبَ شوقها، وفرْحتها، بالولادة الثانية، إلى حزْنٍ وبُكاءٍ، عندما فتحت عينيْها في مستشفى العاصمة على رضيعين ملتصقيْن على مستوى البطن.

 

لحْظتها بَكَتْ خديجة كثيرا، لكوْنها لم تتوقّع أن تلدَ توأما سياميا؛ ففي مدينة القصر الكبير، قال لها الطبيب بعد فحصٍ بـ"التلفزة"، إنّكِ حامل بتوأم، غيرَ أنّ أحدا لم يُخبرها أنّ التوأمَ المُقبلَ على الخروج إلى الحياة قدْ حتّم عليه القدر أن يكون سياميا.

 

"لا أستطيع أنْ أصِفَ الشعورَ الذي انتابني عندما رأيْتُهما لأوّل وهلة"، تحكي السيدة خديجة عن إحساسها لحظة رؤية توأمها لأوّل مرّة، وتضيف "كانْ إحساسْ فْشْل لأنني لم أكن أتوقّع أن أنجب توأما سياميا، ولكن الحمد لله على كلّ حال، هذا قضاء الله وأنا شاكرة".

 

أثناء فترة الحمْل، كانَ كلّ شيء بالنسبة لخديجة عاديا، تروي أنّها كانت تُحسّ فقط بحُرقة في المعدة، غير أنّ الطبيب الذي فحصها في مدينة القصر الكبير أخبرها أنّ ذلك ناجم عن الضغط الناجم عن حجم التوأم، على المعدة، وطمْأنها أنّ كل شيء على ما يُرام.

وما بيْن لحظة "الصدمة الأولى"، عندما اكتشفتْ أنّها أنجبتْ توأماً سياميا، وإلى الوقت الراهن، عانت السيّدة خديجة كثيرا، وما زالتْ تعاني، في صمت، وكلّما مرّت الأيامُ والأسابيع والشهور تكبُر المعاناة ويتعمّق الألم.

فبعْد خمسة أشهر قضّتها في مستشفى الأطفال "ابن سينا"، أصبحت السيدة خديجة تلمسُ، من خلال طريقة التعامل معها، ومع توأمها، الذي اختارت له من الأسماء أحمد وسي محمد، على أنّهم لم يعودوا "مرغوبا فيهم" داخل المستشفى، فالطبيب، حسب قولها، لم يعد يأتي لرؤية التوأم إلا عندما تنادي عليه، عكس ما كان عليه الأمر في البداية.

 

"هم يقولون لي إنّ عملية فصْل التوأم مستحيلة، يقولون ذلك وكأنّهم يريدون التخلّص منّي"، تقول السيدة خديجة، وتضيف أنّ التوأمَ مرِضَ قبلَ مدّة، وعانى من جفاف شديد، وعندما نادتْ على الطبيب وضع للتوأم "الصيروم"، وانصرف.

 

إضافة إلى ذلك، تعيش السيّدة خديجة وهذا رقمها الهاتفي لمد يد المساعدة وللتخفيف من آلامها (0651200161) تمزّقا، بين توْأمها السيامي، في غرفة مستشفى الأطفال بالرباط، وبين أسرتها الصغيرة، التي تركتها في زاوية مولاي عبد السلام بن مشيش بالعرائش، وأمَلها الوحيد، أن تجدَ يداَ رحيمة، تنتشل توأمها من المعاناة، التي تكبر، كلما تقدّما في السنّ، وتكبر معها معاناة أمّهما.

أربعاء, 16/07/2014 - 11:47

          ​