
لقد أصبحنا في الحقل الاعلامي الموريتاني أمام واقع مرير ، حيث بدأت الصحافة الورقية في الإختفاء، وبدأت تفقد قيمتها الاعلامية، مع وجود المواقع الالكترونية وقوة تأثير وسرعة أداء مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يعتبر قطيعة مع تاريخ من العطاء الاعلامي الوافر كان يتكئ في مسيرته الطويلة على كاهل الصحافة الورقية، تلك الوسيلة الإعلامية الأقدم والأقوى تأثيرا وعطاءا على مستوى الإعلام المحلي، حيث استطاعت أن تمثل دور الاعلام في أوج عطائه، حين كانت رائدا ثقافيا ومشعلا حضاريا طبع الساحة الوطنية، هذا ويعود الفضل في ازدهار الصحافة الورقية،إلى الدور الكبير الذي لعبته المطبعة الوطنية.
ويرى بعض المراقبين أنه أصبح لزاما على صندوق دعم الصحافة أن يمنح في دوراته القادمة نصيب الأسد للمطبعة الوطنية وللصحافة الورقية، باعتبارها الأساس القوي الذي قامت على أركانه الثورة الاعلامية الحالية.
وبما أن ولد عبد العزيز سبق وأن تعهد لقيادة الصحافة الورقية في موريتانيا منذ فترة؛ بلقاء خاص سيتم من خلاله دعم الصحافة وإصلاح الصحافة الورقية، فإننا من هذا المنبر نناشده ونطالبه لإعطاء عناية خاصة للمطبعة الوطنية وللصحافة الورقية التي باتت تعاني موتا سريريا وتكاد تؤول إلى الاندثار، كما ندعوه لترميم ودعم المطبعة الوطنية ومنحها قيمة خاصة، تنقذها من أيدي الإهمال والهوان.
لقد أصبح إنقاذ المطبعة الوطنية، فرضا ولزاما على الدولة الموريتانيا، ليس فقط باعتباره المطبعة الوطنية الوقود الذي أعطى طعم الحياة للصحافة الموريتانية في بداية نشأتها، وإنما باعتبارها رمزا من رموز الثقافة الوطنية والاعلام المحلي.