كيف نوقظ صوت الوطن في أذهان الموريتانيين....؟

الوطنية قيمة يتفاوت الناس في التعبير عنها وتقويمها وشعورها كما يتفاوتون في الشكل والحجم، وهي مبدأ من مبادئ بناء الدولة الحديثة وأساس من أساسيات تقدم الدول وازدهارها، وهي وعي ثقافي يعكس مدى تحضر الانسان وثقته بوطنه.

 

أما هنا في موريتاينا فللوطنية ماهية أخرى وحد آخر هي بقعة بيضاء صغيرة تكاد تختفي  في سواد الغرابة وسخافة المفهوم هي ظل مفقود في عقل شعب مادي لا يهتم بما لا يصل جيبه .

 

إن معظم أبناء موريتانيا اليوم يفقد في ذهنه فكرة الوطنية ويبدلها إما بالانتماء السياسي حيث يكرس حياته لحزب يكل عليه مؤونة حياته حتى يظل يعيش حياة سياسية بامتياز همه ما يحصد من أرباح تلك المهنة الرائجة، ومن الموريتانيين من يهب نفسه لجهة غريبة على وطنه ويجعل منها مقدسا ينسي في سبيل نصرته الأهل والوطن والعمر جميعه،، ومنهم من غلب عليه الانتماء القبلي حيث تراه يقدس أصله وقبيلته حتى النخاع وبعضهم يجد في الانتماء للعروبة أو للاستغراب مجدا لا يحصل بالصدفة وترى بعضهم يفني عمره في نصرة شعار يجهل كنهه ومغزاه الأصلي ناشدا الشهرة والعالمية والمال بما أوتي من حظ ومكانة ويتبجح باتقانه لغة وثقافة لاتمت بصل لأصله ولا ثقافته بل وحظه من موروثه الثقافي وحضارة آبائه وأجداده الجهل.

 

إنه من الغريب أن نتغاضى عن جحد بعض أبنائنا لمكانة الوطن والتراب والعًلم والنشيد الوطني والرموز الوطنية العتيقة ويؤمن بكل جوارحه بقيم وأوطان لم يرها من قبل ولا صلة تربطه بها أصلا، فكيف يجوز أن يمنح أمثال هؤلاء شهادة الجنسية أو حق الوطنية والأمن والسمعة التي ينعمون بها هنا في موريتاينا؟

 

إننا في موريتانيا نفتقد لمن يوقظ في أذهاننا صوت الوطن الميت ويحي قيمته في شعورنا ويعيد فينا بقية من روح الوطن المفقودة ويذكرنا بقضيته وشأنه وهمومه ويوقف قدراتنا عند إرادته ويسخر جهودنا لبنائه، حتى تصبح الانتماء لهذا الحيز الترابي وثقافته ورموزه مفخرة فوق كل اعتبار وتحضر في ذهن كل موريتاني .

ديدي نجيب

 

أحد, 17/07/2016 - 10:55

          ​