مستشفي الصداقة: اكتظاظ بالاستشارات الخارجية...ومواطنون يحددون أمراضهم بأنفسهم(تقرير)

نواكشوط-الناس يقع المستشفي المعروف بالصداقة بين أحياء فقيرة  في مقاطعة عرفات بالعاصمة نواكشوط،المستشفي بدأ العمل الرسمي فيه يوم 27  نوفمبر من العام 2010. يعد مستشفي الصداقة ثاني أكبر مستشفي وطني بعد مركز الاستطباب الوطني، يتوفر علي ثاني قسم للولادة في البلد، يضم المستشفي الآن أكثر من 400 عنصر،ميزانيته تقل أربعة أضعاف ميزانية مستشفي الشيخ زايد.

 

في المستشفي عدة مصالح منها مصلحة الاستشارات الخارجية،حيث قالت المراقبة العامة للمصلحة فاطمة بنت أحمد في حديث مع صحيفة"الناس" الإلكترونية المستقلة "إن المصلحة تستقبل أكثر من مائتي زائر يوميا ،وتوفر عدة تخصصات طبية عامة وخاصة..".

وأضافت بنت أحمد"أن المصلحة تتوفر علي تخصصات عامة كأمراض المسالك البولية، الأعصاب، الجراحة العامة، السكر، المخدر، الجلد...الخ".

وقالت بنت أحمد "إن المصلحة توفر الاستشارات الخارجية لأمراض خاصة كأمراض النساء،والأطفال، والعيون،الباطنية،الحنجرة، الولادة،الغدد،الأسنان ..".

وأشارت المراقبة العامة فاطمة بنت أحمد"أن المصلحة تنقصها تخصصات مثل أمراض القلب، الصدرية، العظام، وكذلك جراحة الأعصاب،فهناك مستشفيات تأسست قبل مستشفي الصداقة، وتنقصها عدة تخصصات طبية توجد بمستشفي الصداقة.."وفق تعبيرها.

اكتظاظ بالمصلحة...ومواطنون يحددون أمراضهم بأنفسهم

بدوره الملحق الإداري المكلف بالاتصال بالمستشفي أحمد ولد بتار قال في حديثه مع صحيفة"الناس" الإلكترونية " إن مصلحة الاستشارات الخارجية هي مصلحة تقنية طبية مهمة في المستشفي،عادة تستقبل المرضي بعد توجيهم من النقاط الصحية الأخرى بالمقاطعة..".

و أشار ولد بتار"أن مصلحة الاستشارات الخارجية تضم تخصصات أساسية ومهمة كالأنف والأذن،الطب العام،تخطيط الدماغ،أمراض النساء والتوليد،التضميد،تخطيط القلب..".

وأضاف أحمد ولد بتار"أن المريض هو الذي يحدد حالته المستعجلة بنفسه،إذ أن  بعض المواطنين يستقيظون في الصباح الباكر فبدل أن يذهبوا إلي أقرب مركز أو نقطة صحية تجدهم هنا في مستشفي الصداقة،وخصوصا في الطابور بمصلحة الاستشارات الخارجية..".

وعن اكتظاظ  مصلحة الاستشارات الخارجية في مستشفي الصداقة بالمرتادين،قال الملحق الإداري أحمد ولد بتار"إنه راجع إلي غياب دور المراكز الصحية،وإلي غياب عقلية المتابعة الطبية لدى بعض المواطنين في تلك المراكز قبل الذهاب إلي المستشفيات الكبرى.."، مضيفا"أن الاكتظاظ والضغط الكبير في المصلحة المذكورة يأتي نظرا لأن المستشفي يوجد في حي شعبي،و أن بالمستشفي أجهزة جديدة وعدة تخصصات،كما أن المرضي القادمين من الداخل يصلون في العادة إلي هذا المستشفي،وخصوصا مصلحة الاستشارات الخارجية دون مقدمات..".

وأكد ولد بتار "أن هذه الوضعية تولد ضغطا كبيرا في مستشفي الصداقة،وتؤدي إلي عرقلة السير داخل المصلحة المعنية بالاستشارات،كما تتسبب في شيوع مسلكيات دخيلة علي مجتمعنا،كالرشوة،و الزبونية،والمحسوبية،والجهوية،والقبيلة...الخ.

وأضاف الملحق الإداري أحمد ولد بتار في حديثه مع صحيفة"الناس" الإلكترونية "إن الاكتظاظ والضغط يؤديان إيضا إلي تخطي  المرضي للطابور بدفع رشاوي لبعض العاملين في المستشفي،و إلي زيادة ثمن الاستشارة الطبية وتحديد أسعار غير معروفة للشخص الذي يتوسط في تخطي المريض المستعجل أو المترف لذلك الطابور للدخول إلي هذا الطبيب أو ذاك،وليس المستشفي استثناء من مثل هذه الحالات ففي جميع العالم تحدث هذه المسلكيات أحرى  بمجتمع من مجتمعات دول العالم الثالث.."وفق تعبيره.

وقال ولد بتار"إن الضغط والاكتظاظ  في المصلحة يولد  عادة -كذلك- نشوب عراك بين الفينة والأخرى بين المواطنين فيما بينهم ،وبين المواطنين والعمال..".

وختم أحمد ولد بتار حديثه بالقول"عندما تنظم الدولة التوجيه الطبي بدعم ومشاركة من المجتمع المدني و وسائل الإعلام بأن الاستشارات الطبية طبية لا تعني المواطن هذا في حد ذاته سيكون حلا في مكافحة الضغط علي المستشفي،والحد من المسلكيات الملتوية،لنري المراكز الصحية تقوم بدورها علي أكمل وجه....".

للمواطنين كلام....

أثناء تجولنا في أروقة المصلحة التقينا بعض المرتادين الراغبين في الحصول علي استشارة هذا الطبيب  أو ذاك،فقد قالت مريم بنت الشيخ "إن المريض لا يجب أن يذهب إلي الأخصائي  إلا إذ تم توجيهه من طرف ممرض أو طبيب عام في مركز صحي ما..."،مؤكدة"أن أي شخص حس بألم فعليه الذهاب أولا إلي أقرب نقطة صحية لتوجهه بدورها إلي المستشفي الكبير.."على حد قولها.

وقالت مريم بنت الشيخ "إن سبب الاكتظاظ الذي يشاهد في المستشفي راجع –كما أسلفت- إلي أن أي شخص إذا أحس بألم في أي منطقة من جسمه يذهب إلي مصلحة الاستشارات الخارجية هنا في مستشفي الصداقة أو في مستشفي كبير آخر بدلا  من أن  يذهب إلي أقرب نقطة أو مركز صحي منه..".

أما لمنيه بنت سيدي فأكدت "أن  سبب عزوف المواطنين عن المراكز أو النقاط الصحية عائد إلي قلة خبرة الطاقم الموجود في المراكز و النقاط الصحية المذكورة،فيلجأ المواطنون إلي المستشفيات الكبيرة.."على حد وصفها.

وقالت بنت سيدي "إن وجدت في هذه المراكز والنقاط الصحية مختلف التخصصات الطبية سيقل الاكتظاظ والزحمة علي الاستشارات الخارجية بالمستشفيات لتصبح بدورها تقوم بعملها..".

غياب شبه تام للتوعية والتحسيس....

بدوره اعتبر محمد ولد أحمد-ناشط في المجتمع المدني-أن الغياب شبه التام للتوعية و تحسيس المواطنين حول القضايا الصحية،هي ما يؤدي إلي الإكتظاظ الذي يلاحظ في المستشفيات الكبيرة،وليس مستشفي الصداقة نشازا عن هذه الحالة.."يقول ولد أحمد.

وطالب ولد أحمد"منظمات المجتمع المدني المختصة بتفعيل دورها التوعوي والتحسيسي...".

التوعية والتحسيس أساس كل عمل ،فبدون منظمات المجتمع المدني لا تتقدم  المجتمعات،وبالقرب من مستشفي الصداقة  خلال تقصينا لم نجد أثرا لمنظمات المدني المدني،وحاولنا أخذ رأيها في الموضوع بيد أننا لم نجد آذانا صاغية.

مهما يكن من أمر فإن الاستشارات الخارجية الصحية تبقي أهم مصلحة طبية في المستشفيات توفر الخدمة للمواطنين،فهل ستفعل الرقابة علي هذه المصلحة حتى تغيب شمس المسلكيات الملتوية؟وأي دور لمنظمات المجتمع المدني في تغيير تلك المسلكيات؟ومتى يغيب الإكتظاظ في تلك المصلحة؟

عبد الرزاق سيدي محمد

 

 

 

 

 

 

 

 

enass.info

 

خميس, 17/07/2014 - 18:37

          ​