موريتانيا تقنع مواطنيها بأكل السمك

واجهت الحكومة الموريتانية عزوف المواطنين عن تناول الأسماك بسبب معتقدات متوارثة ساهمت فيها البداوة المفرطة، بحملة "السمك في كل بيت" لتوزيع الأسماك مجانا، واختارت الحكومة شهر رمضان لإطلاق حملتها التي استهدفت المناطق الشرقية والوسطى الأقل استهلاكا للسمك.

 

وبدأت الحكومة عملية توزيع الأسماك الطازجة في المحافظات الداخلية البعيدة عن الشاطئ، ضمن حملة تهدف إلى إقناع سكان المدن الداخلية والأرياف بتناول السمك.

وقالت الحكومة إنها شرعت في تنفيذ برنامج "السمك في كل بيت" لتوزيع 800 طن من الأسماك على سكان الداخل والأرياف في خطوة تهدف إلى تحسين الأمن الغذائي للسكان وتعزيز سياسات الحكومة في مجال مكافحة الفقر.

ورغم أن موريتانيا تعد واحدة من الدول الغنية بثرواتها السمكية، فإن غالبية الموريتانيين يجدون غرابة في تناول السمك، وباستثناء نواكشوط وانوذيبو وبعض قرى الجنوب الواقعة بين الساحل الأطلسي ونهر السينغال، فإن استهلاك السمك نادر جدا ومحدود في باقي مناطق موريتانيا، خاصة المحافظات الشرقية.

وكانت دراسة قد أكدت أن نحو 60% من الموريتانيين يرفضون تناول السمك بسبب المعتقدات المتوارثة وطبيعة النظام الغذائي للمجتمع الصحراوي، حيث تشكل اللحوم الحمراء خاصة لحوم الإبل والماعز والضأن نحو 87% من الاستهلاك اليومي في المناطق الشرقية لموريتانيا.

المناطق الشرقية الأقل استهلاكا للسمك

يقول الباحث الاجتماعي محمد الإمام ولد حمادي: "إن استهلاك الأسماك في موريتانيا ينحصر في المناطق الواقعة على الساحل غربا وعلى ضفة نهر السينغال جنوبا، أما سكان المناطق الشرقية فالكثير منهم لم يتناول السمك في حياته".

ويرى الباحث، أن المعتقدات الاجتماعية ما زالت تؤثر في استهلاك الأسماك إضافة إلى غلاء الأسعار وعدم توفر الأسماك الطازجة في معظم المحافظات الداخلية.

ويشير إلى أن الحكومة حاولت مرارا التغلب على مشكل انخفاض استهلاك الأسماك بتقديم برامج توعية وإرشاد في الإذاعة والتلفزيون لإحداث تغيير في العادات الغذائية وإقناع الموريتانيين بأهمية تناول الأسماك لكنها فشلت بسبب تأثير العادات المتوارثة وبعد المحافظات عن الساحل.

ويعتبر الباحث أن أوروبا أكبر مستفيد من عزوف الموريتانيين عن الأسماك لأنها تضغط على موريتانيا بهذا المعطى خلال مفاوضات تجديد اتفاقية الصيد.

ودعا ولد حمادي إلى القيام بمثل هذه المبادرات وتوزيع الأسماك مجانا لرفع مستوى استهلاكها تدريجيا في موريتانيا.

الأولى عربيا في تصدير السمك

سجلت حملة توزيع الأسماك التي نظمتها الشركة الوطنية للأسماك بناء على طلب الحكومة وتحت إشراف السلطات المحليين ووجهاء القبائل، إقبالا كبيرا من طرف سكان مدن كيفه ولعيون والطيطان وتامشكط وكوبني وتجكجة.

 

وتحتل موريتانيا المرتبة الأولى عربياً من حيث تصدير السمك إلى العالم، وتمثل الأسماك حوالي 60% من صادراتها إلى العالم وتساهم في ميزانية الدولة بنسبة 27%، وتأتي أوروبا على رأس قائمة مستوردي الأسماك في موريتانيا ثم تأتي اليابان في المرتبة الثانية.

 

العربية

جمعة, 18/07/2014 - 21:29

          ​