زمن ولى وزمن آخر أتى .. ألا وهو زمن التقنيات الحديثة حيث الانتشار المذهل لمواقع التواصل الإجتماعي التي تدخل عليك عنوة وبدون استئذان، إنه زمن السفر إلى عوامل أخري بدون تأشيرة السفر ولا حتى موعد مسبق.
هو عالم من التواصل المباشر عن البعد، مجال مفتوح للتواصل مع من تعرف ومن لا تعرف، مع المجهول.. عالم ترى فيه أشياء تتحدى الخيال وتذهل العارف، تأخذك اتصالات التوصل الاجتماعي إلى أناس وأصناف لم تظن أنك كنت ستعرفها .
فاليوم مع هذه المواقع والتواصلات تتشكل صداقات وعلاقات إما عن قرب أو عن بعد، وينشأ تعارف على حين غفلة تامة، فيصبح هناك ماهو إيجابيا منها مثل أن تلتقي بصديق صدوق تتشارك معه ألطف لحظات حياتك المكبوتة في أعماق روحك، ليكون لك بئر أسرار ومساعد على المعرفة والتبادل الثقافي، صدفة نتيجة الابحار في عالم الافتراض.
وإما أن تأتيك سلبياته بلعنة تسود حياتك أو تشوه سمعتك أو أن تأخذك إلي عالم الإنحراف ألا أخلاقي، لكن ذلك يحصل حسب الأشخاص،
آراء
لاستقصاء كنه عالم الافتراض، فقد سألت بعض الآباء عن رأيهم في الموضوع؛ فقال لي أحدهم أنه يري بأنها مجرد مواقع تغير من طبيعة الشخص وتجعله متوحدا، وبعض آخر يراها تساعد في نمو العقل والفكر، وهي أيضا وسائل لنقاش كل المواضيع ويستفيد منها الطلاب كثيرا، وكذلك اكتساب المعارف والأعمال في كافة المجالات.
أما عن الشباب فهناك من يؤيدها وهو شخص، قال بأنه يأخذ فقط بايجابياتها مثل مساعدته في البحوث العلمية والمعلومات الضرورية والتي يجدها بكل بساطة عبر هذه المواقع والتواصل مع أصدقائه من كل أنحاء العالم، وهنالك أيضا بعض الشباب المعارضين لها وهم الذين لا يرون فيها إلا سلبياتها وطبعا هي كثيرة.
ولكن يبقي الأمر الواقع، هو أنها حقا حلت الكثير من الأمور التي كانت عبئا ثقيلا على عاتق الإنسان المتعلم، من حيث البحث وإيجاد كل ما يساعده سواء في تعلمه أو في عمله، ولن ننسي أيضا أنها أصبحت صلة تواصل دائم بين كل الأحبة والأهل لتبادل التحايا والتبريكات في الأعياد، وحتي تبادل ألطف السمات ألا وهو (سماح).
إلا أنه في الحقيقة لا ندري إلى أين ستأول الأمور في خضم الانتشار المتنامي والتثير الكبير لمواقع التواصل الاجتماعي في الواقع اليوم، إلا يبقى أن ندرك أنه داء دواء، ولك مجال سلبياته وإيجابياته.. ولنتفائل دائما بالمستقبل.
المدونة : عيشة زيدان لكبير