كيف نجحت "الصراعات" في تشويه صورة النظام ؟!

بات نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز في وضع لا يحسد عليه، ليس لعجز الحكومة في تجسيد برنامج الرئيس الذي انتخبه لأجله من طرف غالبية الشعب الموريتاني فحسب، بل لوجود خلافات وأجنحة متصارعة بين من يفترض أنهم الذراع الاداري والسياسي للنظام..

فقد اصبح ملاحظاً ما تسببت فيه خلافات رؤوس النظام الكبيرة من شلل طال بعض القطاعات الحيوية، وعطل عمل بعضها الآخر، في وقت نشهد فيه ـ لأول مرة ـ خروج مسؤولين حكوميين عن السيطرة، وضربهم عرض الحائط بالسٌلم الاداري حتى باتوا لا يحسبون أي حساب لمن هم أكبر منهم في التدرج الوظيفي ليصبح "كلٌ يغني على ليلاه".

فصراع الواجهة السياسية للنظام (الحزب الحاكم)، و مجلس الشيوخ، من جهة، والخلافات المتفاقمة بين بعض أعضاء الحكومة، ولعبة شدً الحبل بين الاغلبية السياسية الداعمة لرئيس الجمهورية من جهة أخرى، علاوة على بروز صراعات بين رجال اعمال وأقطاب في المجموعات سالفة الذكر، كلٌها عوامل عجًلت بحشر نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز في الزاوية رغم النجاحات التي طالت مختلف الميادين بما في ذلك السياسة الخارجية وامتصاص البطالة وتطوير البنى التحتية.

ولم يقتصر الدور العكسي الذي لعبته تلك "الصرعات" في شلً العمل الحكومي وتعطيل مصالح المواطنين فحسب، بل تجاوز ذلك ليساهم في التباطئ المفاجئ للنمو الاقتصادي للبلد، كما فتح الباب على مصراعيه لتشويه صورة موريتانيا والإضرار بمصالحها الاقليمية وعلاقاتها التاريخية بدول الجوار.

واليوم ونحن امام هذه الوضعية التي يحاول اصحابها تشويه صورة نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز، وإعاقة مشروعه الاصلاحي لمصالح شخصية ضيقة، لا يسعنا إلا أن ندعو رئيس الجمهورية الى التحرٌك ووقف تلك المهازل، باتخاذ قرارات حازمة  بعزل كل الواقفين وراء الاضرار بالنظام، خصوصا الذين يشهرون ولاءاتهم "المزيفة" ويدفعون بالبلاد نحو المزيد من التقهقر والضياع.

 

آتلانتيك ميديا

 

 

جمعة, 03/02/2017 - 17:19

          ​