
خيم رثة متراصفة في شارع اكلينيك وسط العاصمة و داخل الخيم شباب وكبار في السن عيونهم شاخصة في المارة وملابسهم لا تشير إلى فقر شديد ولا إلى ثراء.
تقترب منهم فتسمع تمتمات وأدعية وفي أيديهم مسبحات كبيرة ولافتة للنظر.
على الحيطان التي تسند الخيم رسومات غريبة وداخل الخيم آيات قرآنية وأدعية ومجموعة عقاقير وأعشاب.
شاب يجلس على طرف سجادة متوسطة الحجم وصاحب الخيمة على طرفها الآخر والصمت يستمر قبل انطلاق الحديث.
هنا في اكلينيك المشعوذون لا يشبهون الأفلام لا شعرهم فوضويا ولا شديد الأناقةلا يرتدون سترات طويلة ولا ألوانا مزركشة.
شكلهم عادي ولكن طبيعة مهنتهم ليست عادية بالمرة.
ممارسة العرافة يطلق عليها الموريتانيون عبارة لَحْجَاب وهي مهنة تشغّل آلاف الموريتانيين وتجذب آلاف الزبائن.
عرض وطلب بيع كلام وشراء لأمل أو سعي خلف معجزة. نظرياَ هي سوق كما كل الأسواق التجارية ولكن الفارق أنه في هذه السوق الغريبة كل التجار يحاورون الجن وكل التجار ملاحَقون من الأجهزة الأمنية وكل التجار الذين يعودون إلى أماكنهم برغم الملاحقات يدفعون الرشاوى ويستغلون علاقتهم الواسعة نسبياً مع أطراف من السلطة وعدد لا يستهان به من الأثرياء لكي يحافظوا على مصدر الرزق.
#طابت_اوقاتكم
بقلم المدون والناشط الحقوقي اعلى شيخ ولد بومدين