المعارضة والنظام... من يملك الحل ؟؟؟

خطابات ومهرجانات ومهرجانات مضادة إلى متى ؟؟!!

إذا سلمنا ـ ونحن ندرك ـ أن النظام يتخبط ولا يعلم كيف ولا أين يتجه وكل قراراته ارتجالية وفي غالبيتها تسعى لتثبيت أركانه ولو على حساب ما هو أهم ...

فالمعارضة هي الأخرى ليست أفضل حالا وليس لديها ما تقدمه، وكل ما أتقنت فعله عبر العقود الماضية وإلى اليوم هو الخطابات الرنانة والانتقادات الجوفاء، تارة بتعقل وروية وتارة بتخبط وعنجية مثل النظام تماما بل وأسوء... وكلاهما ليس من نصبو إليه لإصلاح البلد...

فالمعارضة فشلت في كل الاختبارات السياسية، كما فشلت في تقديم برنامج واضح المعالم يمكن أن يشكل مخرجا للوطن من الحالة التي هو مرتهن فيها منذو فترة.

أما النظام فقد أعطي أو لنقل أخذ الفرصة عنوة وتقلد الحكم، لكنه فشل في تحقيق أي من خططه المعلنة، سواء ما تعلق بالتنمية أو التعليم، أو الإصلاح الاجتماعي والمؤسسي، أو حتى الحرب على الفساد التي جعلها أيقونة عصره وباكورة اختراعاته وبرنامجه الذي أغرى به الكثيرين وصور نفس مختلفا عن من سبقوه..

إذا فالمعضلة التي يعيشها البلد معضلة عقول وكوادر، معضلة لا يمكن حلها بالخطب والخطب المضادة، ولن تفلح معارضة كلها متمسك بكرسيه في حزب متهالك لم تجري فيه انتخابات يوما، بإخراج البلد منها، كما لن يفلح نظام يرى في استبعاد العقول والعزوف عن استشارة الخبراء، واستغلال الخلافات بين الناس لضرب بعضهم ببعض مسلكا وسبيلا لتسيير الحكم.. لن يفلح هو الآخر في إخراج البلد من تلك المعضلة فهو بذاته جزء منها...

إذا أراد النظام حلا جذريا يقيه كل الانتقادات ويجعله قادرا على مواجهة الأزمات فليتخذ الخبرة طريقا للتعيين في أي منصب وأول المناصب وأهمها السيادية "الوزارات كلا لا جزءا.. ولن يعدم بين الخبراء وأصحاب الشهادات العليا من منتسبيه من يمتلكون ناصية العلم والمعرفة، وعلى دراية تامة بما يجب وكيف يتم تنفيذه على أرض الواقع.. لكن المتزلفين ـ والصفّاكه ـ داخل الحزب يمنعونهم من الظهور كما يمنعهم انشغالهم في ما هو مفيد وعلمهم الوافر من أن ينافسوا الغوغاء في فعلها وتصرفاتها...

قلت من منتسبيه لأن التعيين عادة في الأحزاب يكون بهذه الطريقة وإلا فإنني لا أجده فرضا أومسلمة لا يمكن الخروج عنها... فالتكنوقراط في الحكومات أثبتت جدواها في كثير الأحيان وأخرجت دولا من عنق زجاجة كانت تعيش فيه...

ولكي نطمئن الحزب أنه لن يخسر شعبيته ولن يفقد تعلق قاعدته به في هكذا تصرف حين يبتعد عن أولئك المهرطقين ويتخذ الكفاءة سلما للتعيين نقول..

إن ما سيتحقق على الأرض عيانا وما سيلمسه المواطن من تحسن في كل الإتجاهات تحسن حقيقي ملموس هو نتاج تخطيط دقيق وتنفيذ محكم.. ذلك التحسن سيكون أكبر دافع للشعب للتوجه نحو الحزب والتمسك به.

سيكون أفضل ترويج يمكن للحزب أن ينجزه لنفسه، حقيقة لا في الخطابات فقط.. وحين يريد أن يتكلم سيكون الواقع يصدقه، وليست أبواق الإعلام العمومي أو مرتزقة دأبوا على النفاق فما عاد يسمع أحد لهم كلمة..

أما المعارضة فإنها مطالبة بتجديد خطابها كلا لا جزءا، وأن تعتمد استراتيجية تثبت من خلالها أن همها الوطن وليس البطن، وأنها تعارض من أجل الصالح العام لا من أجل منصب عام..

 

المعارضة مطالبة بأن تثبت أنها قادرة على العمل مع الحكومة جنبا إلى جنب فهذا دورها ومهمتها التي خلقت وسميت من أجلها "معارضة" فهي عين الرقيب والممحص الذي لا يغفل ولا يتغافل، لكن لا يتحامل أيضا..

فإذا قلنا إن النظام حين يرفض التعاطي مع المعارضة وإطلاعها على الكثير من خطط العمل والمشاريع القائمة لتمارس حقها في الرقابة والمتابعة، بل ويضيق عليها بصيغ وأشكال مختلف فإنه ينحونحو الشمولية ما يبرر حق المعارضة في ما تمارس ضده من قول وفعل...

فإن على المعارضة أن تدرك أنها حين ترفض النظام رفضا مطلقا ولا تتيح له فرصة أن يشاركها ولو النزر من مهامه.. فهي بذلك تضفي على نفسها طابع التطرف والراديكالية....

إننا إذ ندعوا لمثل هذا ـ مما طلبنا آنفا ـ نعلم علم اليقين أن جل المسؤولين وغالبية المتتبعين سيقول إنه إفراط في الواقعية يصل حد السذاجة..

لكنه حل ليس صعبا على من وفقه الله وأراد أن يضرب عصافير مجتمعة بحجر واحد.. وكل موفق لما خلق له.

محمد عبد الله خيّ

[email protected]

www.facebook.com/madsmed

ثلاثاء, 14/02/2017 - 08:27

          ​