دأب الرئيس السابق العقيد اعل ولد محمد فال على نشر بيانات من وقت لآخر، يهاجم فيها الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز، ونظامه, ويرسم فيها لوحة قاتمة للوضع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، لوحة لا وجود لها إلا في ذهن هذا الرجل المسكون بحب السلطة حد الجنون.
والسؤال الذي يتبادر للذهن هو ماذا يريد هذا الرجل الذي كان أهم دعامة لنظام ولد الطائع على مدى 20 سنة، كان الحديث فيها مع النفس خطا أحمر، فما بالك بحرية التعبير والتجمع والتظاهر، وهي الحريات التي تنعم بها موريتانيا اليوم في عهد ولد عبد العزيز والتي بفضلها يتكلم العقيد فيما لا يعلم دون أن يسائله أحد..
وهي الحرية التي منحت العقيد أيضا فرصة للترشح للانتخابات الرئاسية، وعلى مدى اسبوعين من الحملة الانتخابية صال ولد محمد فال وجال في أنحاء موريتانيا، وتحدث للناخبين وطرح رؤيته وبرنامجه الانتخابي لكن الشعب لم يمنحه أكثر من 3% فقط، وهو الذي مديرا عاما للأمن يمسك بمفاصل الدولة وكون خلال هذه المأمورية جيشا من المخبرين كان بمقدورهم تحريك الساحة وتعبئة الناخبين لصالحه..
ثم إن ولد محمد فال الذي كان رئيسا للدولة لمدة سنتين طالب بتمديد المرحلة الانتقالية ودعا الناخبين للتصويت بالبطاقة البيضاء حرصا على بقائه في المنصب ليس جديرا بالحديث في أمور السياسة..
هل يريد العقيد أن ننظم انتخابات رئاسية جديدة على مقاسه يشارك فيها مرشحا لهذا المنصب ليحصل من جديد على 2% من أصوات الناخبين، مسجلا تراجعا جديدا في مساره السياسي.؟
وبالمحصلة فإن الشعب الموريتاني الذي خبر الرئيس السابق اعل ولد محمد فال لم يعد مستعدا لتضييع الوقت في هذه الخرجات الإعلامية البائسة، وكان على الرجل الذي فشل في تحقيق أي مكسب سياسي أن يركن للراحة والهدوء في بيته لا أن يحشر نفسه في أمور باتت أكبر من مقاسه..
فموريتانيا التي تسير بخطى ثابتة نحو النماء والتقدم سلمت زمام أمرها للرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي يتقن فن القيادة، وهو اليوم على مشارف مأمورية رئاسية جديدة ستكون بعون الله تكريسا لدولة القانون والمؤسسات وامتدادا لما تحقق من منجزات خلال المأمورية السابقة.
آتلانتيك ميديا