رأيت في المنام أن رجلا ذا شيبة يحلب بقرة تسر الناظرين لكنها لا تدر أي لبن وكلما ألح في استدرارها تخرج منها قطرات دم وبعض صديد..
بجانبه تقف هياكل عظمية.. وعلى بعد أمتار منه يتحرك رجل يحدق في الهياكل ويحاول بإصرار الوصول إليها لكن في مشيته عرج وبينهما حفر، وكلما حاول ردم حفرة انهارت الأرض من تحتها فاتسعت، فيعود إلى الردم من جديد وهكذا دواليك..
استيقظت قلقا مفزوعا ووجهت وجهي شطر صديق ألفت فيه رجاحة العقل وبعد النظر، ولما قصصت عليه الرؤيا دلني على مفسر أحلام قال إنه جربه مرات عديدة وأقسم إنه لم يخيبه مرة مذ عرفه..
ولجنا باب البيت فإذا برجل ملتح يخيل إليك وأنت تنظر إليه أنك عدت إلى عهد القرون المزكاة، لم يسعفني فضولي فدخلت صلب الموضوع وقصصت عليه الرؤيا علني أجد لها عنده تفسيرا شافيا.
أطرق ببصره إلى أسفل وحمد الله وأثنى عليه ثم رفع رأسه وقال:
أما البقرة التي تسر الناظرين فهي الدولة
وأما الرجل الذي يحلبها فهو رئيس الوزراء
وأما الدم والصديد فهو ما يأخذه دون وجه حق
وأما الهياكل العظمية فهي الشعب
وأما الرجل الذي يحاول الوصول إلى الهياكل لينقذها فهو الرئيس
وأما الحفر فهي التقارير والوشايات الكاذبة التي تصله من رئيس الوزراء وأجهزتها
ختم المفسر حديثه بالقول " هذه آخر رؤيا أفسرها وهي الأخيرة بإذن الله"، ثم تولى عني وشفتاه لا تفتآن تكرران الحولقة " لا حول ولا قوة إلا بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله"...
بادو ولد محمد فال امصبوع
هذه لمن لم يفهمها رؤيا افتراضية وليست حقيقية