أثارت تصريحات وبيانات الرئيس السابق اعل ولد محمد فال العديد من ردود الفعل الوطنية، وطرحت أسئلة كثيرة حول أهداف الرجل وطبيعة الرسالة التي يريد توصيلها للرأي العام، وفي هذا الإطار قال القانوني والسياسي با آدما موسى مستشار رئيس الحزب الحاكم والناطق الرسمي باسم ولد عبد العزيز عام 2009 ورئيس مجلس إدارة التلفزة الوطنية الحالي إن التصريحات الأخيرة لاعل ولد محمد فال تثير الكثير من التساؤلات مستغربا حديث المدير العام للامن الوطني في عهد ولد الطائع عن الوحدة الوطنية والديمقراطية والتنمية، وغيرها من المفردات الدخيلة على قاموسه السياسي.
با آدما موسى دعا الرئيس السابق ولد محمد فال إلى عدم التعويل على شريحة "الفولان" الذين لم ينسوا دور الرجل في عمليات التهجير القسري لمن تبقى من أبنائهم على قيد الحياة خارج حدود الوطن، محملا إياه الدور الكبير في عمليات القتل والاختفاء التي تعرض لها الزنوج الموريتانيون عام 1989 وما تلاها، مضيفا أنه كان على ولد محمد فال التزام الصمت طالما أن الدولة غضت الطرف عن تجاوزاته الأمنية والإدارية وتركته جانبا.
وقال با آدما إنهم ما يزالون يتذكرون خطابات الرجل عام 2006 يوم كان رئيسا للدولة في كل من سيلبابي وروصو حين قال إن عودة المبعدين تهدد السلم الاجتماعي وتقوض أسس الوحدة الوطنية، في الوقت الذي عمل فيه الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز على وضع حد لمعاناة المبعدين وقام بطي الملف نهائيا بمشاركة الهيئات الدولية المعنية، وأدى صلاة الغائب في كيهيدي على أرواح الضحايا.
وتساءل با آدما عن السر في تزامن تصريحات وبيانات اعل ولد محمد فال مع الأحداث التي لها علاقة بالكيان الصهيوني، فقد صدرت بياناته بعد طرد السفير الإسرائلي من موريتانيا، فيما صدر آخر مباشرة بعد طرد الوفد الإسرائيلي من القمة الإفريقية، وصدر الأخير مع تصعيد الحملة العسكرية على قطاع غزة.
هل الأمر مصادفة أم هناك قصة ما وراء هذا التزامن المقصود؟
ولفت با الانتباه إلى أن الرأي العام الوطني بات مقتنعا تماما بنوايا ولد محمد فال، التي لا تريد الخير قطعا لهذا الشعب ووطنه، داعيا القوى الوطنية للمزيد من الالتفاف خلف القيادة الرشيدة للرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي يطوق جميله أعناق الموريتانيين على اختلاف انتماءاتهم وألوانهم.