ﻳﺴﺮﻕ ﺍﻟﺤﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺃﺷﻬﻰ ﻭﺃﻟﺬ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ، ﺇﻧﻬﺎ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻮﺻﺎﻝ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪﺓ ، ﻭﺗﺴﺮﻕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺐ ﻗﻠﻮﺑﺎً ﻭﺃﺭﻭﺍﺣﺎ . ﻳﻠﺘﻬﻢ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻷﻣﺎﻧﻲ ﻭﺍﻷﺣﻼﻡ ، ﻭﻳﺘﺮﺟﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻠﺴﺔ ﺻﻔﺎﺀ ، ﻓﻼﺗﻜﺎﺩ ﺗﺤﺲ ﺑﺎﻟﻮﻗﺖ ﻭﻻﺗﻜﺎﺩ ﺗﻔﻄﻦ ﻟﻠﻤﻜﺎﻥ ، ﻭﺗﻈﻦ ﺃﻧﻚ ﺣﻘﻘﺖ ﻛﻞ ﺍﻷﺣﻼﻡ . ﻛﻴﻒ ﻟﻠﺤﺐ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻭﻳﻀﻤﺤﻞ ، ﺑﻞ ﻛﻴﻒ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻼﺷﻰ ﻛﺬﺭّﺍﺕ ﻣﺘﻄﺎﻳﺮﺓٍ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﻻﻳﻠﻘﻲ ﻟﻬﺎ ﺃﺣﺪﺍً ﺑﺎﻟﻪ ﻭﻻ ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺑﻪ ﺑﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﻣﺠﺮﺩ ﺫﺭّﺍﺕ .
ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺐ ، ﻭﺃﻳﻦ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺡ ، ﻫﻞ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻌﺒﺎﻗﺮﺓ ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺩ ﻣﻜﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻭﺫﺍﻙ ﻣﻦ ﺫﺍﻙ ؟
ﺍﻟﺤﺐ ﻳﺎﺳﺎﺩﺓ ﻗﺼﺔ ﺍﺳﻄﻮﺭﻳﺔ ، ﻧﺴﺠﻬﺎ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻓﺼﺪّﻗﺘﻬﺎ ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ ، ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﻳﻨﻈﺮ ﻭﻳﺸﺎﻫﺪ ﺑﻌﻴﻦٍ ﺣﺴِّﻴّﺔ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﻌﻠﻴّﺔ ﻟﻬﻢ ﺗﺤﻠﻴﻞٌ ﺁﺧﺮ ﻭﻧﻈﺮﺓٌ ﺃﺧﺮﻯ ، ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﻣﻀﻤﻮﻧﻬﺎ ﻭﺟﻮﻫﺮﻫﺎ ﻋﻦ ﻣﺎﻳﻌﺘﻘﺪﻩ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﺲ ، ﻓﻘﻠﻮﺑﻬﻢ ﻋﻠﻮﻳﺔ ﻭﺃﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ﺳﻤﺎﻭﻳﺔ ، ﺗﻄﻮﻑ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻓﻼ ﺗﻜﺎﺩ ﺗُﺮﻯ ﻭﻻﺗُﺸﺎﻫﺪ ، ﺑﻌﻴﺪﺓٌ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺘُّﺮّﻫﺎﺕ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ، ﺗﻨﻌﻢ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﺻﻔﺎﺀ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ، ﻗﺪ ﺃﻏﺘﺴﻠﺖ ﺃﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺳﻤﺎﺀ ، ﻭﻫﺎﻣﺖ ﺗﺮﻓﺮﻑ ﺑﻴﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ، ﻓﺸﺘّﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ ، ﻭﻟﻜﻞٍ ﻧﻈﺮﺗﻪ ﻭﻻﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻈﺮﺗﻴﻦ .
ﻓﺎﻟﻴﺤﺪﺩ ﻛﻞٌ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﻻﻳﺘﻬﺮّﺏ ، ﻓﺎﻟﻠﻘﺎﺀ ﻻﺑﺪ ﻣﻨﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﻃﺎﻝ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ ، ﺍﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺭﻳﻌﺎﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ، ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﺭﺫﻝ ﺍﻟﻌﻤﺮ ، ﻭﻟﻌﻤﺮﻱ ﻛﺄﻧﻲ ﺃﺭﻯ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻳﺘﺮﺩﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﻧﺎﺕ ، ﻭﻳﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻳﻄﺎﺭﺩ ﺍﻟﺠَﻤﺎﻝ ﻻﺗﻜﺎﺩ ﺗﻨﺠﻮ ﻣﻨﻪ ﺣﺴﻨﺎﺀ ! ، ﺃﺭﺍﻩ ﻭﻗﺪ ﺷﺎﺏ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﺍﻧﺤﻨﻰ ﻇﻬﺮﻩ ﻭﻗﻠﺒﻪ ﻣُﺰﻫﺮٌ ﻣُﻮﺭﺩ ، ﻗﺪ ﻏﺸﺎﻩ ﺍﻟﺤﺐ ﻓﺄﻋﺎﺩ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ، ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻳﻄﺮﺏ ( ﻟﻨﺎﻧﺴﻲ ﻋﺠﺮﻡ ) ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﻄﺮﺑﻪ ( ﻭﻝ ﻋﻮّﺍ ﺃﻭ ﻋﺰﻳﺰﺓ ﺟﻼﻝ ) ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻳﻠﺒﺲ ﺑﻨﺎﻃﻴﻞ ﺍﻟﺠﻨﺰ ﺑﻞ ﺭﺑﻤﺎ ﻟﺒﺲ ( ﻃﻴّﺤﻨﻲ ) ﺗﻠﺒﻴﺔً ﻟﺮﻏﺒﺔ ﺣﺒﻴﺒﺘﻪ ! ﻻﺗﺴﺘﻌﺠﺒﻮ ﻳﺎﻗﻮﻡ ﻓﺎ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﺎﻫﻮ ﺃﺷﺪ ﻋﺠﺒﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﺕ ﻭﻟﻮﻻ ﺧﺸﻴﺔ ﺫﻛﺮ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﻭﺳﺘﺮ ﻋﻮﺭﺍﺕ ﻣﺤﺮﻣﺔ ﻷﺧﺒﺮﺗﻜﻢ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺴﺘﺮ ﺃﻭﻟﻰ . ﻋﺎﺟﻠﻮ ﺑﺎﻟﺤﺐ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﺟﻠﻜﻢ ، ﻭﺃﻃﺮﻗﻮ ﺃﺑﻮﺍﺑﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻄﺮﻗﻜﻢ ، ﻭﺃﺳﺘﻌﺪﻭ ﻟﻠﻄﻴﺶ ﻗﺒﻞ ﺟﻤﻊ ﻟﻘﻤﺔ ﺍﻟﻌﻴﺶ ، ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﻭﺍﻟﺤﺐ ﻛﺬﻟﻚ ، ﻓﻬﻤﺎ ﺗﻮﺃﻣﺎﻥ ﻭﻭﺟﻬﺎﻥ ﻟﻌﻤﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ، ﻻﻳﻤﻜﻨﻬﻤﺎ ﺃﻥ ﻳﻔﺘﺮﻗﺎﻥ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺒﻘﻴﺎﻥ ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺰﻭﻻﻥ ﻣﻌﺎً ﻭﻣﺼﻴﺮ ﺍﻟﻜﻞ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺍﻝ
بقلم : الكاتب الصحفي التراد محمدلي