
فقدت موريتانيا أحد أبرز رموزها الوطنية، فقدت قائدا عسكريا مقداما وشيخا تقليديا، فقدت رمزا تسامى عن سفاسف الأمور، وعلا إلى معاليها، فقدت رجلا كان نجم أحاديث البطولات والأمجاد، فقدت أسطورة كانت ترعب الأعداء، فقدت جسده حين وارته الثرى، لكن روحه ستبقى مرفرفة في ساحات العز والأمجاد.
نعم لقد رحل المغوار الشهم فياه ولد المعيوف عن دنيانا الفانية، تاركا خلفه أمجادا أورثها أولادا وأحفادا وقفوا يستقبلون المعزين من شتى بقاع موريتانيا، واختلاف أطيافها وألوانها، وتوجهاتها، يقودهم ابنه البكر اللواء لبات ولد فياه ولد المعيوف.
بعد أن صلى عليه آلاف المؤمنين بإمامة العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو ، كانت الساعة متأخرة من ليلة هي ليلة أحد أعظم أيام الله (الجمعة)، حيث تحركت قافلة من مدينة نواكشوط باتجاه بلدة يغرف (مسقط رأس الفقيد)، يقودها أبرز القادة العسكريين الحاليين في البلد، برفقة أبرز الشيوخ التقليديين فيه، انطلقت القافلة في جنازة مهيبة يضيء طريقها نور خصال الفقيد وحسن فعاله، لتصل قرابة الفجر إلى حيث يوارى جسد الفقيد الثرى بالقريشية..
ووري الجسد الطاهر الثرى، وبدأت فعاليات التعازي... لقد كانت موريتانيا عن بكرة أبيها ضيفا مرحبا به في خيام العز والكرامة حيث أبناء الفقيد وأحفاده...
جاءت الوفود تترى، وكان على رأس المعزين موفد رئيس الجمهورية وزير الدفاع جالو باتيا ومستشار الرئيس للشؤون الإسلامية أحمد ولد النيني ووالي ولاية آدرار، وبدوره لم يتأخر الوزير الأول المهندس يحي ولد حدمين ورئيس الحزب الحاكم الأستاذ سيدي محمد ولد محم ولفيف من العلماء والوزراء وقادة الأركان العسكرية والضباط المتقاعدين وساسة البلد ومثقفيه وعامته..
لقد كان الجميع مجمعين على أن الفقيد ليس فقيد أسرة بل فقيد أمة، داعين الله أن يحشره مع النبيئين والصديقين والشهداء وحسن ألئك رفيقا..
إنا لله وإنا إليه راجعون
(( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي )).