
حين فشل وزير الداخلية الفرنسي في إقناع الرأي العام بأن توظيفه لابنته جاء وفق القانون ولم يكن استغلالا للنفوذ، قدم الرجل استقالته وخرج من الحكومة في صمت لأنه يحترم نفسه ويحترم شعبه.
ورغم أن حكومة موريتانيا لم ينج منها من تعيين أقاربه إلا من رحم ربك، ورغم أنها أيضا فشلت في إقناع 56 شيخا بالتصويت على أهم مشروع لرئيس الجمهورية كان عليها إن كانت بالفعل تحترم نفسها وتحترم شعبها ورئيسها أن تقدم استقالتها، على الأقل تفاديا للإحراج.
لقد كان الفشل الذريع الذي منيت به حكومة المهندس يحي ولد حدمين في معركة تمرير التعديلات الدستورية تلك المعركة الأهم لدى رئيس الجمهورية سببا كافيا لتقديم استقالتها، على غرار كافة حكومات العالم، وبما أنها لم تفعل ذلك ذاتيا فإن على الرئيس إقالتها، لا كردة فعل على حدث الشيوخ فقط، وإنما لأن المرحلة المقبلة تحتاج حكومة سياسية بامتياز، من شأنها أن تتنجح في تمرير التعديلات عبر الاستفتاء الشعبي، وأن تعيد للنظام مصداقيته التي سلبتها منه الحكومة بدافع انشغالها بصراعاتها الداخلية عن متابعة المشاريع التي أطلقها رئيس الجمهمورية السيد محمد ولد عبد العزيز.
أتلانتيك ميديا