يتساءل غالبية المواطنين الموريتانيين عن الأسباب التي دفعت بالرئيس محمد ولد عبد العزيز إلى السعي للمصالحة بين أوجه أثبت الواقع فشلها الذريع في إدارة أمور البلد، وأكدت الأحداث سعيها الدؤوب للعمل على زرع الفتن والخلافات بين المكونات القبلية للمجتمع الموريتاني.
ورغم أن الحكومة فشلت في إكمال مسيرة التغيير البناء التي أطلقها رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، والتي نالت رضى المواطنين بمختلف مشاربهم، إلا أن فشلها لم يقف عند هذا الحد، فقد تحولت من مؤتمن على مصالح الشعب إلى مختبر لقياس الولاءات الضيقة لها، ضاربة عرض الحائط، بسعي فخامة الرئيس إلى المصالحة مع الذات وتغليب المصالح العليا للوطن والمواطن على المصالح الضيقة للأفراد، وبناء دولة ذات توجه تنموي إصلاحي.
فشل الحكومة واكبه فشل حزبي في إبراز إنجازات الرئيس محمد ولد عبد العزيز، التي ملأ الحديث عنها الآفاق، واعترف له بها الأجنبي قبل الموريتاني، بل على العكس من ذلك حول الحزب الرئيس إلى شماعة يعلق عليها فشله، ناهيك عن الفشل السياسي والذي تمثل في ضعف الأداء من خلال العجز عن إقناع المعارضة الراديكالية بالدخول في حوار مع السلطة، إضافة إلى التمرد الذي يظهر بين الفينة والأخرى داخل أحزاب الأغلبية على الطريقة التي يتعامل بها معهم الحزب الحاكم.
أما السؤال الذي لم يجد له المواطن لحد الساعة إجابة مقنعة هو :
لماذا عمل الرئيس على المصالحة بين هذه الأوجه الفاشلة، بينما البلد يحوي من الكفاءات النظيفة ذات الوطنية، والمقتنعة بالرئيس وبرنامجه الطموح، من يستطيعون إدارة أمور الدولة، ولا ينتظرون غير إشارة من الرئيس.
إن موريتانيا فخامة الرئيس تحتاج رجالا وطنيين ذوي كفاءة عالية، لا تهمهم المسائل الضيقة بقدر ما تهمهم المصلحة العليا للبلد، ليواكبوا العمل الجبار الذي يقوم به قادة وأفراد قواتنا المسلحة الباسلة من حماية للحدود، وقادة قوات أمننا البررة من تأمين للمواطن في الداخل، لتخرج من الأزمات التي وضعته فيها تلك الوجوه الفاشلة.
ولولا إرادتكم فخامة الرئيس وكفاءة قواتنا المسلحة وقوات أمننا الباسلة لكانت موريتانيا وصلت إلى الحضيض.
أتلانتيك ميديا