كثيرة هي الأزمات والويلات التي يكابدها الشعب الموريتاني اليوم والتي لا قبل له بها (إنتشار الفساد ، الركود الإقتصادي ، وسوء الأحوال المعيشية للمواطنين وإحتقارهم ، إضافة الى البطالة ، غياب الأمن ، إنتشار الأوساخ ....الخ)
هي مشاكل عديدة عظيمة وجسيمة والرئيس محمد ولد عبد العزيز في غفلته الرهيبة لا يهتم من الأمور سوى بصغائرها متجاهلا كبريات القضايا هذه التي ترهق كاهل المواطن في يومياته،
حال الرئيس اليوم هو تماما كحال أسلافه من طغاة العسكر في مصر مبارك وتونس زين العابدين ،
الذين دفعتهم نشوة الإستبداد وزيف بريق السلطة الى تجاهل معاناة شعوبهم والدوس عليها بالأحذية فكانت النتيجة هي أن
الأول هارب في منفاه والثاني قابع في السجن خلف القضبان .
وإني أرى الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي لايتعظ من الماضي يتمادى غدا بتنفيذ مخططاته للجمهورية الثالثة حسب زعم مطبليه الشياطين و المقتبسة من فكرة الكتاب الأخضر والحصيلة حتما ستكون غير سارة ولامتوقعة بالنسبة له
فالشعب الموريتاني يخرخ عن بكرة أبيه يحاصر القصر الرئاسي من جميع الإتجاهات الشرطة في صدام عنيف مع الشعب ، والشعب لايتحرك صامد ،مسيلات الدموع ذخيرة الشرطة تنفذ الشعب يهاجم بكثرة والشرطة عاجزة عن ترويضه فهذه المرة اخطأت المخابرات في تقييمها وحساب العدد ، كافة الطرق سدت والمحال التجارية أغلقت والمؤسسات أفرغت فلا عمل اليوم سوى الإحتجاج ، و انواكشوط يتحول إلى ساحة مشتعلة تماما
يتدخل الجيش لتهدئة الشارع نسبيا ،
والرئيس مفزوع مرتبك يرتعد حيث فاجئته هذه المليونية الغاضبة يقوم بإجراء إتصالاته ،سفارة فرنسا وأمريكا تؤكدان له أن لا دخل لمنتدى المعارضة في هذه الهبة فهي ثورة جياع وإنتفاضة شعب مسحوق ضد نظامه البائد وعليه التصرف بعقلانية .
من جهة ثانية الشعب في الساحات يردد أرحل يا عزيز كفانا احتقارا يسقط النظام ،لا لتغيير علمنا ونشيدنا ، لا لتغيير الدستور ،
في اللحظة ذاتها يقوم الفريق أول ورزنامة الجنرالات بعقد إجتماع طارئ وسريع مع الرئيس ينصحونه فيه بالتنحي عن السلطة حتى لايسوء مصيره مثل القذافي وغيره ، وفي حدة غير مسبوق ولا معهودة منه يصرخ قائد الأركان العامة للجيوش في وجه الرئيس قائلا :
عليك بالتنحي وإن خيرتنا بينك والشعب فسنقف مع أبنائنا وأشقائنا ونسائنا
يدرك الرئيس المكابر حينها أنه لم يعد مرغوبا فيه ويقوم بقرارات منها صرف النظر عن الدستور وإعطاء زيادة 9% على الأجور ظنا منه أن ذلك مطلب الشعب ولكن هيهات فالشعب لايزال مرابطا في الساحات يرددها أرحل يا عزيز ، حينها يقرر الرئيس صاغرا التخلي عن السلطة بعد ان فهم مغزى الشعب .
هو سيناريو لاشك قادم إذا ما ظل الرئيس محمد ولد عبد العزيز يتمادى في إذلال المواطنين وإحتقارهم ، فكما يقال كثرة الضغط تولد الإنفجار ، وتجعل من المستحيل ممكنا
ما على الرئيس فعله اليوم حتى يتفادى هذا السيناريو المحدق هو :
أن يجلس مع خصومه السياسيين من المنتدى بهدف التوصل إلى مخرج حقيقي لأزمة موريتانيا السياسية الراهنة ،
وعليه أن يضع نصب عينيه مكان المادة 38 المثيرة للجدل الآية الكريمة رقم 38 من سورة الشورى " والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون"
ومن الإنفاق أيصا أن يأمر الرئيس بتخفيض كافة الأسعار حتى تتناسب والقدرة الشرائية للمواطنين .
كما عليه أن ينتشل الآلاف من الشباب العاطل بمضاعفة الإكتتاب في المؤسسات وسن مسابقات جديدة في سلك الوظيفة ، فهؤلاء الشباب هم الآن وقود المعارضة وقلبها النابض في الشارع .
هي حلول مختصرة إن وافق الرئيس محمد ولد عبد العزيز وجسدها واقعا معاش كانت له طوق نجاة وستجعل أسمه خالدا في التاريخ كمحافظ على السلام ، أما إذا ما تغافل عنها كالعادة بسبب اتوقراطيته المفرطة وعقدة الأنا المصاحبة له فحتما الشعب قادم.
بقلم الشيخ ولد احمد زايد