
أعطى رؤساء دول المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا في ختام قمتهم أمس في مونروفيا موافقتهم المبدئية على عضوية المغرب في المنظمة شبه الإقليمية ذات الهدف الاندماجي، وسمحوا لتونس بعضوية مراقب، لكنهم طلبوا من موريتانيا تقديم طلب بالعودة إلى المجموعة. وأكد البيان الختامي للقمة «أن الموافقة على عضوية المغرب التي ستصبح كاملة بعد استكمال الإجراءات هو «وجود روابط قوية ومتعددة الأبعاد للتعاون بين المملكة المغربية وغرب إفريقيا».
وكلف الرؤساء لجنة العضوية بتعميق دراسة انضمام المغرب إلى المجموعة، وقياس تأثيراته وانسجامه مع معاهدة تأسيس المجموعة المعدلة وعرض نتائج ذلك على الدورة المقبلة. وبدخول المغرب تكون المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا قد توسعت باتجاه المزيد من الاندماج الاقتصادي لبلدان غرب القارة السمراء مع المنطقة المغاربية.
ولم يؤثر غياب ملك المغرب عن القمة متحفظاً على حضور نتنياهو لها، على مسار انضمام المغرب للمجموعة التي يتمتع المغرب بعضوية المراقب فيها منذ 2005. وكانت المفاجأة هي عدم إقرارها لاتفاق الشراكة مع موريتانيا التي كانت عضواً في المجموعة إلى عام 2000 حيث انسحبت لتعود لطرق أبواب المجموعة من جديد بعد فشل الاندماج الذي كانت تأمله ضمن اتحاد المغرب العربي.
وطلب قادة دول المجموعة من موريتانيا تقديم طلب للعودة إلى المنظمة وهو ما سيحيل الملف الموريتاني إلى القمة المقبلة المقررة في كانون الأول/ديسمبر المقبل في العاصمة التوغولية لومي. هذا وقد أثار قبول عضوية المغرب وتوقع عودة موريتانيا للمجموعة وحصول تونس على عضوية مراقب، تعليقات المدونين الموريتانيين الذين اعتبروا أن مجموعة «الإكواس» على وشك أن تقتل اتحاد المغرب العربي الذي يوجد منذ سنوات في حالة موت سريري بسبب الخلاف المغربي الجزائري حول قضية الصحراء.
وفي تعليق له على قمة مونروفيا، أكد المحلل السياسي الموريتاني المختص في القضايا الإفريقية إسماعيل يعقوب الشيخ «أن قبول طلبات تونس للعضوية بصفة مراقب والمغرب بصفة عضو كامل، وموريتانيا كشريك اقتصادي؛ أوراق عرضت في قمة «الإكواس» (السيدياوو) الإحدى والخمسين أمس في مونروفيا عاصمة ليبيريا».
وقال «بدت مجموعة «الإكواس» في قمة مونروفيا منظمة شبه إقليمية ناجحة مخطوبة الود، وبدا المغرب العربي عاجزاً حتى عن نعي نفسه علانية، وبدت إسرائيل مصرة على فتح إفريقيا رغم أنف العرب».«هي إذن، يقول المدون، تجليات انكماش الدبلوماسية العربية المتزامنة (انفجار مجلس التعاون الخليجي؛ وخلع تونس وموريتانيا والمغرب لمنظمة اتحاد المغرب العربي بعد نشوز ليبيا وتفريط الجزائر)».
وأكد المحلل السياسي «أن رئيس النيجير تغيب عن القمة احتجاجاً على حضور رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي قدم إلى مونروفيا حاملاً معه مليار دولار موجهاً للطاقة المتجددة في دول المنظمة وهو ما سيعرض في التوغو نهاية العام الجاري في تشرين الأول/اكتوبر تحديداً حيث ستلتئم قمة إسرائيل إفريقيا».
وأضاف «غاب ملك المغرب تجنباً «للحرج» الإسرائيلي حيث اتضح أن الدولة العبرية ملت مروق إفريقيا عليها وتصويتها ضدها في المحافل الدولية؛ وأعادت الدفء لمحور تل أبيب داكار الذي عصف به تصويت السنغال في مجلس الأمن ضد إسرائيل، وظهر المغرب العربي تائهاً مشتتاً غير منسق ومتشبثاً بالجوار الإفريقي قبل العربي».
وخلص المدون للتأكيد «على أن مجموعة «الإكواس» تمكنت خلال الخمس عشرة سنة الماضية على تأسيسها من تحقيق نجاحات باهرة على مستوى التكامل السياسي والاقتصادي والأمني ما جعلها محط أنظار جيران إفريقيا والأفارقة أنفسهم على حد سواء».